التحدي المتجدّد: إنسانيّة الذكاء الاصطناعي والتعليم الجديد ذو الوجهين

بينما يُنقَلُ نسائم الثورة الرقميّة عالماً قد نعرفه، تأتي معه أيضاً حتمية تحديث منظورنا حول ماهيّة الإنسان وكيف ينمو ويتعلم.

إن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تغيير تكنولوجي؛ بل هو دعوة للتحاور العقائدي بشأن قيمنا وهويَّاتنا وثقتنا بأنفسنا.

تُبرز المناظرات الأخيرة أهمية دور المعلم البشري الذي لا يتجزأ من تجربة التعلم كما نعرفها، لكن الذكاء الاصطناعي يقترح طريقاً جديداً حيث تصبح عملية التعليم أكثر تخصيصاً وبشكل شخصي أكثر.

وهذا يدفعنا لسؤال عميق: هل ستمحو الآلات جوهر العملية التربوية — تلك اللحظة الإنسانية الحرجة التي تشكيل الشخصية— أم أنها تستطيع المساعدة في تعديل شكل وعرض تعليم عصرنا ليصبح متماشياًمع ديناميكية العالم الحالي؟

أما بالنسبة للمورثات الثقافية العربية، فهذه الفرضية تسلِّط الضوءعلى الجانب الأكثر حساسية لهذه المقاربات الرقمية المتزايدة.

فقد أصبح امتزاج الفنون والحكي الشعبي والأدب والاستمرارية التاريخية الآن مشمول ضمن قطاع الرقمنة المُعتمد حديثاً.

إذن، فالخلاصة الطبيعية لهذا الجدال تتمثل فيما يلي :  تشجيع دراسة وإعادة اختراع طرق سليمة لحفظ موروثات ثقافتنا الوطنية ضمن بيئة رقمية نابضة بالحياة .

 وضع آليات قانونية وحماية الملكية الفكرية للحفاظ على خصوصية وفراديس عناصر تراثنا الغني .

البحث وإنشاء نماذج تعلم مبتكرة تجمع بين المهارات اليدوية والإبداعات الإنسانية ،والذكاء المصطنع ,لتقديم منظومة تعليم فردي رائدة واحترافيتكاملة وشاملة.

 الحوار بلا انقطاع عن تأثير هذه الابتكارات علي الواقع الاجتماعي والنفس الانسان وكل جانب حياتنا .

الثورة قادمة بالفعل ؛ وسواء كنّا مستعدين لذلك أم لم نكن كذلك – فلابد وأن نعمل جميعاً سوياً لإرشاد مسيرتها نحو مكان أفضل وأكثر عدلا لكل شباب العرب.

.

#والمتوافقة