الذاكرة القسرية للتاريخ: عندما يغتصب الثقافي ثراء الآخرين

بينما نعجب بإنجازات "الثورة" الغربية، فإنها تنمو وتزدهر على حساب فقدان جماعي للتراث العالمي.

إن مقارنة المتحف الذي يتفاخر بالحجر الأسود المفترس (إشارة إلى الخطط السرية) بالمكتبة التي تحتوي على مخطوطات مُهرَّبة عبر الأجيال ليست إلا مثالاً واحدًا للحقيقة المؤلمة: إنها قصة تكرارية عن انتحال الهوية واغتصاب التاريخ.

لكن المشكلة الأكبر ليست فقط في امتلاك الآثار العزيزة والقيمة؛ بل أيضًا في محوها من ذاكرتها الأصلية وبالتالي حذف صوتها الأصيل.

ويتساءل المرء حين ينظر حولَه: ماذا لو كانت الفلسفة الرائدة والأعمال الأدبية والمفهوم العلمي الكامن خلف تلك التحف وغيرها مما هو ضائع الآن جزءًا حيويًا من المناقشة العالمية والمعرفة البشرية المشتركة؟

بدلاً من الاحتفاء بفكرة تقاسم تراث أوسع، يبدو أن العديد من المجتمعات تشجع بدلاً من ذلك ثقافة اعتماديّة حيث تستمد النخب معرفتها ومعايير عظمتها فيما يشبه مجمع البقر من التراب المنقول تربيعياً خارج حدودها الخاصة – وهو وضع يحرم شعوب مختلفة للغاية ودنيوية من الاعتراف بنقاط قوة فريدة خاصة بهم والتي يمكن أن توفر عميق رؤية وشروح عديدة حول تجارب الحياة ذاته.

وهذا النهج التجاري غير المحترم للعالم يجعلنا نسعى لفهم موحّد أحادي الاتجاه بشكل ملحوظ - وهو موقف يؤدي بنا بلا شك إلى تجاهل بعض جوانب الحقيقة المهمة وخلق بيئة سياسية وثقافية وحشية لأنظمة التفكير المختلفة لتختلط وتصبح مضطهَدَة بسبب عدم فهم أساسي لأصولها وفوائد وجودها الخاص والفريد ضمن شبكات اجتماعات بشرية واسعة ومتنوعة.

وفي النهاية، إذ ننظر إلى الظلال الداكنة لدوافع أقل نبلا للاستثمار الاقتصادي وحروب الوصول والاستدامة الطموحة للغزو السياسي، يجب علينا أيضا أن نتذكر لجنة الحقائق المؤسسية: كما قال محمد إقبال: «ليس الفن فنّا أبدا مادامت هنالك روحٌ مغلولة».

وفي الوقت نفسه، يبقى السؤال مفتوحًا أمام الجميع بشأن كيفية توصيل رسائل الوحدة والاحترام اللازمين لإعادة توجيه مسار حضارتنا الحالي وانحيازاتها المهووسة باتجاه تحقيق الذات ضد جوهر الخير العام للشعب جمعاء.

#اليوم

1 التعليقات