الدروس المقاسة من أرض الملعب وغرف البحث: الانبعاث يُكتشف عبر التقارب

في حين يتزامن المهارة الرائعة لنابي كيتا أثناء الحركة داخل الميدان مع تقدّم تقني هائل يتم اختباره الآن خارجَه، يجب علينا الاعتراف بفائدة أثنين متساويَيْ البريق لكلٍّ منهُمَا.

لقد أدرك نابي كيف تُمكنه خفة حركاته وحساسيته المكانية من تغيير مجريات اللعبة، تاركًا خلفه مثالاً حيَّآعلى القدرة على إعادة تنظيم النفس وتجاوز حدود القدرات الذاتية.

ومع انطلاقة الآفاق الجديدة للذكاء الصناعي، بات بوسعنا رؤية تطبيق مشابه لمفهوم تدوير الأدوار اللامتناهي الذي يقوم به لاعبو كرة قدم محترفون كـ نابي ذات يوم.

فتشبيه آليات الذكاء الاصطناعي بخلية نحل لا يفارق ذهن أحد مُتأملِهِ اليوم.

وليست هذه سوى بداية رحلتنا نحو استخدام الذكاء الاصطناعي لما فيه مزيدَ تطورٍ وإبداع.

وعندما نقبل إمكانيات إنشاء نماذج فرضية مبنية على بيانات ضخمة لفهم بيولوجية الكائن الحي بشكل ألأعمق — مثلاً باستخدام طرق هندسية معرفية لدراسة وظائف الأعضاء الداخلية للجسم البشري— سنكون بذلك نواكب ما يكمن في انتظارنا كجزء من عصر تكنولوجي ثوري قادم لامحالة.

لكن دعونا لا يغيب عن خاطرنّا :أن أهمال جانب العوامل الإنسانية في بحثنا عن ابتكار سلاح خارق سوف يؤدي بنا حتماً لبلاء أكبر مما يخفيه زمن الانفصال الكبير هذا.

لذا دعنا بدلاً من ذلك نسعى دومًا للحفاظ على ترابط حيوِي بين عبقرية الإنسان وطموحه المعرفي وبين رفيقه العلمي المُمتثل والخاضع لعباءة التربية والأمانة .

فالانسجام المنتظم بين هذين الطرفين سيمدنا بإطار عمل فعال للتحكم بكافة الضوابط اللازمة لاستعمال اكتشافاتها بما يعود بالنفع العام لمصلحتنا جميعًا بلا استثناء.

وبذلك يأذن لنا مشهد انسجام لعبتين ماهرتين—الأولى تتمثل فى مهنة الرياضيين الذين يجدون غائلة الضعف لدى خصومهم بينما يرتكز الثانية في نطاق نشاط العالم الافتراضي الغامض– أن ندخل مرحلة جديدة مليئة بالأمل والقابلية للتغيير ، حيث يمكن للعقل البشري بلورة افاق واسعه تشمل حياة اكثر اتساق ومجاراة خارقة للطبيعةوالدهشة .

1 Komentar