مستقبل العمل في ظل الذكاء الاصطناعي: هل سنصبح مُستخدميه أم سلاحه؟

🤖💡

مع تزايد اعتماد الشركات للذكاء الاصطناعي وتقنيات الروبوتات، أصبح السؤال المطروح: أي نوع من المستقبل ينتظر العامل البشري؟

هل ستُستبعد يد الإنسان لصالح الآلة، أم سيكون هناك مجالٌ للتكامل والاستثمار المشترك للمهارات البشرية والرقمية؟

وهل سنرى ظهور صناعات ووظائف جديدة لم تخطر ببالنا حتى الآن؟

إنّ المخاطر النفسية والاجتماعية الناجمة عن الاستغناء الجماعي عن العمالة ليست بالقليل، فكيف يمكننا ضمان الانتقال السلس والسوي نحو هذا الواقع الجديد؟

الحل يكمن بلا شكٍ في إعادة النظر بكامل هيكلية اقتصادات العالم الحاليّة، وتشجيع روح الريادة والابتكار لدى الشباب.

إنَّ إعادة تعريف ماهية "العمل" أمر ضروريٌ لفهم أفضل لكيفية التعامل مع التطور التكنولوجي المقبل.

فالذكاء الاصطناعي هنا لتوسيع آفاق القدرات البشرية لا لمحوها.

ولتجاوز مخاوف البطالة وفقدان المعنى الشخصي للإنجاز المهني بسبب فقد الوظيفة، يجب التركيز حاليًا على تطوير التعليم والتدريب المهني بما يواكب متطلبات القرن الواحد والعشرين الرقمية.

كما ينبغي للدول وضع خطط شاملة لمعالجة آثار التحولات الجذرية المنتظرة والتي ستحدث تغييرات جذرية على سوق العمل والمعاش الاجتماعي.

أما بالنسبة للمغرب تحديدًا، فهو مطالب بإجراء إصلاح جذري لمنظومة تربوية تعليمية تكوينية فعّالة ومتناسقة تسمح بتزويد شباب البلاد بالأزواد اللازمة للاستحقاقات المرتقبة.

وهذا يعني كذلك خلق بيئة مؤسساتية وسياسية تشجع المشاركة المدنية واتخاذ قرارت رشيدة وصائبة بشأن مسائل حساسة كهذه.

ختاماً، أمامنا تحديان رئيسيان: الأول يتمثل باستغلال القدرات اللامتناهية للجيل الخامس (5G) وما بعده، والثاني كيفية إدارة قوى عمل متعددة الجنسيات عبر الحدود الوطنية المختلفة.

وبالتالي، لن يكون نجاحنا مرتبطًا فقط بقدرتنا على اكتساب المهارات التقنية الجديدة ولكن أيضًا بفطنانا السياسات العامة الداعمة لها محليا وإقليمياً.

وفي المقابل، تبقى حاجتنا ماسة لكل صوت وطني حر جريء يحرض الحكومات لاتخاذ خطوات جادة وجريئة قبيل وقوع كارثة اجتماعية مدمرة.

فلنفتح صفحة جديدة وننظر للأمام بشجاعة!

#مدى

1 注释