ثورة الذكاء الاصطناعي.

.

هل نحافظ على كرامتنا أم نسبيها أمام آلات الخلود الرقمية ؟

!

🤖💔

لقد فتح الإنسان صندوق باندورا بتطوراته التكنولوجية المتلاحقة ، ليجد نفسه يواجه مجموعة من التحديات الوجودية التي كانت تبدو محصورة فقط ضمن نطاق العلوم الخيالية .

فقد أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر من مجرد تهديد للوظائف كما كان يُخشى سابقاً، ولكنه يشكل اليوم سؤالاً وجودياً حول ماهية كوننا بشراً.

ففي حين يمكن لهذه الأدوات الجديدة تحقيق اختراقات طبية غير مسبوقة وخفض معدلات الخطأ البشري في العديد من المجالات الحساسة كالطب والصنائع العسكرية وغيرها الكثير مما يفيد البشرية بشكل عام إلا أنها تحمل أيضاً مخاطر جمّة تتعلق بقيمة الفرد وهويته داخل هذا العالم الجديد الذي بدأ يأخذ شكله سريعاً.

السؤال المطروح : إلى أي مدى سنقبل بالتغيرات الجذرية الناتجة عنها والتي ربما تؤدي بنا لأن نفقد خصوصيتنا وحتى جزء كبير من كياننا الأصيل؟

إن المؤسسات الدولية مطالبة اليوم بإعادة النظر جذرياً فيما يعتبره المجتمع العالمي مقنعاً بالنسبة لحقوق الملكية المعنوية للفرد عند التعامل معه كمجموعة متكاملة من البيانات الرقمية القابلة للاستبدال والاستهلاك التجاري بلا قيود أو ضوابط واضحة حتى اللحظة.

فعلى الرغم من فوائده العديدة إلّا أنه يجب وضع قوانيين وسياسات تنظيمية ملزمة لتطبيق استخداماته بحيث يتم احترام الكرامة والحقوق الأساسية للإنسان أولاً وقبل أي اعتبار آخر حتى لو تعلق الأمر بمصلحة جماعية أكبر ظاهرياً.

وفي ظل غياب تلك الضمانات اللازمة قد يحدث التالي خلال العقود القريبة المقبلة: قد يتحول مفهوم الحرية الاختيار لدى الفرد فيما يتعلق بمعلومات خاصة به وباحتيجات حياته الخاصة إلي مجرد وهم بسبب سهولة الوصول إليه عبر شبكات المعلومات العالمية باستخدام تقنيات تحليل السلوك وغيرها الكثير.

.

.

وهذا يعني عمليا خسائر كبيرة جدا لحرية الاستقلال الشخصي لكل فرد وإنكار تام لمعاني القيم الانسانية المختلفة حسب اختلاف ثقافات الشعوب وانتماءاتها الاجتماعية والثقافية وما يميزهما كذلك.

لذلك فالنقاش العميق والمصارحة الواجبة بين مختلف الجهات الرسمية والشعبية أمر حيوي للغاية للحفاظ علي مستقبل أفضل لنا جميعاً.

#نستسلم