إن التغير المناخي يشكل تهديدا وجوديا لحياتنا كما نعرفها اليوم؛ فهو لا يتعلق فقط بدرجة الحرارة العالمية المتزايدة وارتفاع مستوى البحار وظهور ظواهر مناخية متطرفة، ولكنه أيضا يرتبط ارتباط وثيق بكيفية إدارة موارد الأرض وتقاسمها بشكل عادل ومنصف.

إن التحول نحو نموذج اقتصادي مستدام يحترم الحدود البيئية ضروري لبقاء الإنسان والكوكب معا.

فالنمو الاقتصادي التقليدي المبني على مبدأ "استخرج واستهلك"، والذي يعتبر أساس رأس المال الحالي، أصبح عقبة أمام تحقيق مستقبل أخضر وعادل.

لذلك، بدلاً من البحث عن حلول مؤقتة داخل نفس النموذج القديم، ينبغي لنا إعادة رسم خارطة الطريق الاقتصادية بحيث يتم وضع رفاهية الإنسان ضمن حدود نظام بيئي صحي ومحافظ عليه.

فهذا يتطلب تحولا جوهريا في فهمنا لما يشكل التقدم والثروة: فلا غنى ولا ثقافة ولا حضارة بلا أرض خصبة وهواء نظيف ومياه عذبة.

وهذا يعني أنه يتعين علينا الانتقال من اقتصاد يبحث باستمرار عن المزيد من الربحية بغض النظر عن العواقب الاجتماعية والبيئية، إلى أحد يقوم بتوزيع الموارد بطريقة مسؤولة اجتماعيًا وبيئياً.

وفي حين يعد الذكاء الاصطناعي أداة قوية للتنبؤ بتداعيات القرارات وسياسات عمل اليوم، إلا أنها ليست سوى جزء صغير من الصورة الأكبر.

فالقرارات الحاسمة تتعلق بكيفية اختيارنا لتطبيق تلك الأدوات واستخدام معرفتنا بها لإدارة الكوارث المستقبلية.

وهنا تكمن قيمة التعليم والمعرفة الإنسانية والتي لا يمكن تسخيرها لصالحنا إلا إذا حافظنا علي تربيتنا البشرية والعلاقات الاجتماعية فيما بيننا.

وما زلنا نواجه الكثير من الأسئلة الملحة مثل كيفية ضمان الوصول إلى طاقة نظيفة وبأسعار مناسبة لكل فرد على وجه البسيطة وكذلك ضمان حصول الجميع على فرص متساوية للاستمتاع بالحياة الصحية والسعيدة داخل حدود بيئتنا الصغيرة الهشة.

1 コメント