في ظل التحولات العالمية المتلاحقة والتحديات الملحة التي تواجه المجتمعات العربية، أصبح من الضروري مراجعة نهجنا في التعليم العالي بشكل جذري.

إن التركيز فقط على تخزين المعلومات والاحتفاء بالتاريخ والثقافة أمر مهم بلا شك، ولكنه غير كافٍ لمواجهة متطلبات القرن الواحد والعشرين.

لقد آن الآوان لتغيير طريقة تدريس العلوم والهندسة والفنون وغيرها من المواد الدراسية بحيث يتم التأكيد على تطوير المهارات الأساسية مثل التفكير الناقد والإبداع ومهارات حل المشكلات العملية بدلا عن حفظ الحقائق والمعلومات التاريخية وحدها.

وهذا ليس انتقاصاً من قيمة التعلم التقليدية، لكنه ببساطة وسيلة للتكيف مع واقع متغير بسرعة كبيرة يتطلب مرونة وقابلية للاختراع.

ومن الواضح أيضا ضرورة تشجيع روح المغامرة والرغبة في اكتشاف الذات كما فعل كلٌّ من خوان رومان ريكليمي وبدر الدين الحسامي اللذَين وجدا نفسيهما وسط ظروف مختلفة وظلت لهما بصمتهما الفريدتان.

فالنجاح يكمن غالبا فيما نتركه خلفنا وليس ما نحمله معنا أثناء الرحلة.

وبالتالي، ينبغي تصميم البرامج التعليمية الجديدة لجعل المتعلمين أكثر قدرة على مواجهة المصاعب والإصرار عليها كي يصلوا لما يريدونه بغض النظر عن العقبات الموجودة أمام الطريق.

وعلى الرغم مما سبق ذكره بشأن دورات الرواج والانكماش الاقتصادي وما تحمله تلك الدوامات الطبيعية للسوق العالمي من فرص وخطر على حد سواء، فلابد لنا جميعا بأن نتعظ بدرس الاستمرارية وعدم اليأس مهما بلغت الخسارة بسبب الهبوط الطويل نسبياً.

فهناك دوما منحنى تصاعدي ينتظرنا طال الانتظار قليلاً.

وإن العلاقة بين النجاح والشعور بالأمانة الوطنية واضحة جلية عندما ننظر لقائدي منتخب الأرجنتين لكرة القدم وأثر ارتباطهما العميق بجذور بلداتهما أولئك اللاعبون الذين حققوا الكثير داخل ملاعب الكرة حول العالم ولم ينس أبدا هويتهم وانتماءهم الأصيل.

لذلك دعونا نبني مستقبلا يستطيع فيه شباب الأمة استخدام معرفتهم ومعتقداتهم لخلق مستقبل مزدهر لأنفسهم ولوطنهم الكبير.

#المرونة #العربية

1 הערות