إن التركيز الشامل على التكنولوجيا كحل تعليمي قد يؤدي بنا نحو مستقبل قاتم حيث لا مكان لبعد الإنسان وعمق التجربة البشرية.

بينما تقدم التكنولوجيا وسائل عملية لتسهيل الوصول للمعلومات وتبادلها، إلا أنه ينبغي عدم الاستهانة بقيمة التواصل الوجاهي والإرشاد المباشر الذي يقدمه المعلم الخبير.

فالتعلم العميق والفهم الدقيق غالبا ما يأتي نتيجة للنقاش والحوار الحي بين الطلاب ومعلميهم، وهو شيء يصعب تحقيقه افتراضياً.

بالإضافة لذلك، هناك مخاوف أخلاقية متزايدة بشأن خصوصية البيانات وانحراف بعض الأنظمة الذكية والتي تتطلب رقابة شاملة لحماية النشء.

وبالتالي، بدلا من رؤية التكنولوجيا باعتبارها بديلاً كاملاً للمعلمين التقليديين، ربما كان الوقت مناسباً لإعادة النظر في دورنا كمربيين وصناع معرفة قادرين على توظيف الأدوات الحديثة بخبرتهم الواسعة وإبداعاتهم الفريدة لخلق بيئات تعلم مبتكرة تجمع أفضل العالمين القديم والحديث.

فالعالم يحتاج اليوم لأفراد مزودين بثقافات متنوعة ومنفتحين عقليا ولديهم القدرة على حل المشاكل المعقدة اجتماعيا وفكريا.

وهذه الصفات تحتاج لرعاية وتعليم بشري مباشر لا يجاريها أي نظام ذكي مهما بلغ تقدماً.

هل يعتبر اعتمادنا الكلي على التكنولوجيا أمراً محموداً حين يتعلق الأمر بتعزيز التعاون المجتمعي وترسيخ قيم العمل الجماعي لدى طلاب المستقبل ؟

#بلا

1 Bình luận