الفن والصوت والرسم والمعمار.

.

.

كلها خيوط تنسج عبقرية الإنسان ومرآة لعالمه الداخلي والخارجي.

ما أجمل عندما نرى كيف يرسم الفنان الطبيعة بريشته وكيف يعزف الموسيقي لحناً خاصاً به، وكلاهما ينبع من نفس الروح الإبداعية المتجددة دوماً.

وفي المقابل، الهندسة المعمارية المغربية بزخارفها الأندلسية وانعكاساتها الضوئية تخلق سحر المكان وتعيد صياغة رؤيتي لهذا العالم.

لكن هل سبق وتساءلنا عن العلاقة بين هذه المجالات المختلفة؟

هل هناك رابط مشترك يجعل منها كياناً واحداً رغم اختلاف طرق التعبير عنها؟

ربما سر ذلك يكمن في قدرتهم جميعاً على إيصال رسالة سامية للمتلقي وتحويل التجربة اليومية إلى لحظة تأمل وشغف لا تنتهي.

فلنفترض بأن اللوحة المرسومة بقلم رصاص والتي تصور مبنىً مغربياً تقليدياً لها وقع صوت موسيقى شرقية خافتة تسري في الخلفية.

هنا تكون العلاقة بين الفنون واضحة جلية حيث يجتمع التصميم البصري للسكن والهندسة العمرانية مع إيحاءات موسيقية خفيفة لتكتسب بذلك معنىً أكبر وأبعد مما نصوره عادةً.

وبالتالي تصبح التجربة الحسية بمختلف أنواعها مصادر للإلهام يمكن دمجها لخلق شيءٍ أكبر وأعمق من مجموع أجزائها.

هل سيكون المستقبل للفنان متعدد الاختصاصات؟

وهل سنرى اندماجا أكبر بين فنون الصورة والصوت والموسيقى؟

أسئلة كثيرة تدور حول مستقبل الفن والثقافة ولكن شيئا أكيدا وهو أن الجمال الحقيقي موجود بالفعل فيما نقوم بدمجه وتحويله لأفضل نسخة ممكنة عنه.

فلنتعلم الاستماع للنغمات المختلطة لرؤية الأشياء بمنظور أوسع وأن نبحث باستمرار خلف تلك الأصوات الجديدة لنكتشف المزيد من الحقائق المخبوءة داخل نفوسنا وخارج حدود اللاوعي.

1 Reacties