هل التأثير البيئي للكوارث الطبيعية مرتبط ارتباطا وثيقا باستقرار الدولة وأمنها القومي؟

نفذ العديد من العلماء دراسات معمقة حول العلاقة الوثيقة التي تربط بين العوامل البيئية واستقرار الدول وسيادتها الوطنية وذلك عبر رصد آثار الكوارث الطبيعية وتقلبها الدائم مما يشكل تهديدا مباشرا للبلدان ذات الأنظمة السياسية والأقتصادية الضعيفة والتي غالبا ما تخوض حروبا ونزاعات أهلية داخلية كما هو الحال بالنسبة لسوريا مثلا حيث عانى نظام الرئيس بشار الأسد كثيرا جراء الثورة الشعبية بالإضافة لعوامل أخرى ساعدت بشكل أكبر في انهيار اقتصاد البلاد وهيكلها الأساسي وبالتالي زيادة خطر عدم الوصول لحلول سلمية ومهدت الطريق أمام التدخل الخارجي والذي أصبح واضحا وجليا منذ بداية عام ألفان وخمسة عشر ميلادية وحتى يومنا الحالي .

إن تغير المناخ العالمي وما ينتج عنه من كوارث بيئية يعد أكثر خطورة عندما يتصادم مع وجود حكومة مركزية ضعيفة وفاسدة وغير قادرة أصلا علي توفير أبسط الحقوق الأساسية لشعبها لذلك ربما يكون السبب الرئيسي خلف نشوب الحروب وعدم القدرة علي تحقيق الأمن والسلام ليس فقط بسبب الاختلاف المذهبي والديني وإنما أيضا نتيجة عوامل جيوسياسية وكوارث طبيعية تؤدي بدورها إلي نزوح السكان والجوع والقضاء علي الفرص الاقتصادية وغيرها الكثير من الآثار السلبية الأخرى .

هل نحن حقا قادرون اليوم علي فصل البعد الانساني عن الطبيعي ؟

أم ان هذان العنصران جزء لايتجزأ من نفس المعادلة والتي بدأت تأخذ شكلا عالميا ؟

1 הערות