إن التقدم التكنولوجي الذي يشكل حاضرنا ويحدد مسارات مستقبلنا لا يمكن فصله عن فهم عميق لطبيعته وثمارها وآثارها الجانبية المحتملة.

فعلى الرغم مما تولده تلك الثورة الصناعية الجديدة من تسهيلات وإمكانات هائلة لإعادة صياغة العديد من النظم والمؤسسات الأساسية لحياة الإنسان مثل نظام التعليم والتفاعل الاجتماعي والثقافة وحتى القيم الإنسانية نفسها، إلا انها تحمل أيضًا تحديات كبيرة تستحق التأمل العميق والنقاش الواسع.

هذه التحديات تتعلق أساسًا بكيفية ضمان عدم سيطرة الآلية والقسوة فوق الروح الإنسانية والحساسيات الأخلاقية والفنية التي تحتاج إليها المجتمعات البشرية للاستقرار والرقي.

لذلك فإن رؤيتنا للمستقبل يجب ان تركز اولا وقبل كل شيئ علي ضرورة وضع ضوابط أخلاقية ومعايير انسانية واضحة لكل تطبيقات وانتشار واسع لهذه التطورات العلمية الحديثة وذلك للحفاظ علي جوهر وجودنا البشري وعدم السماح بتوجه نحو عالم آلي بارد خالٍ من المشاعر والاحاسيس الانسانية النبيلة والتي بها فقط يمكن رسم طريق واضح نحو غد أفضل لنا جميعاً.

#إليهم

1 Bình luận