تُعدُّ الموسيقى والسينما مرايا واقعية لعقول مبدعيها وعظائم مجتمعهم؛ فهي أكثر بكثيرٍ مِن مجرَّدِ فنٍ وترفيه.

إنها انعكاسٌ للنفس الجماعيَّة لحالة الإنسان ومصيرهِ.

فعندما ينفصل مطربٌ شهير عن زوجه، فإن الأمر لا يتعلق بحياته الخاصّة فحسب، بل يكشف أيضًا عن التأثير النفسي المكثَّف لهذه الأعمال الفنيَّة الشاقَّة والتي قد تفرض قيودًا غير مألوفة للبعض.

وتعتبر آلات مثل الكمان التي نشأت منذ قرون مضت دليلًا آخر على هذا المزج بين الماضي والحاضر إذ أنها كانت ولا تزال عنصرًا أساسيًا في العديد من الأنواع الموسيقية المختلفة حول العالم.

وهذا يؤدي بنا للعجب حول مدى أهميتها ومدى ارتباط تاريخ وثقافة الأمم بتقاليدها وأنواعها الفريدة من الفن.

وعلى الرغم من الاختلاف الكبير فيما بينهم إلّا ان هناك رابط مشترك واضح لدى أولئك الذين تركوا علامة فارقة في صناعتهم.

لقد تغلب كلٌّ منهُم -بغضِّ النظر عما إذا كانوا مغنين شعبيين كسوريا الجديدة "حسام جنيد"، أو موسيقيين غنائيين بوبيين مثل المغني الكوري الجنوبي "سووكجين"- جميعهم طريقهم بشجاعة وبحث دائم عن الجديد والمبتكر تاركين خلفهم تأثيرات عالمية.

ومن ثم، يظهر سؤال منطقي نفسه: هل يعدُّ تقدير واحترام تلك المساهمات طريقة فعليا للاعتراف بالتنوع الثقافي وتقبل الخصوصيَّة الفردية؟

بالإضافة لذلك، تسلط سير تايهيونغ وجيسيكا تشاي القصيرة نظرة ثاقبة للقوى المتحركة داخل الصناعات الترفيهية.

بينما اتبع تايهيونغ طريقه الأصيل كموسيقي مستقل بعد بداية متواضعه تحت إدارة وكالة بيغ هيت ميوزك، عمدت جيسيسا إلى تأسيس مشروع فردي خاص بها عقب رحلتها مع فرقتها المشهور Girl's Generation .

إن قرار تغيير المسارات المهنية ليست بالأمر الهيّن أبداً، لكنهما مثالان لكيفية القيام بذلك بنجاح وذلك بشرط وجود رؤيا راسخة وشغف عميق بما يفعلان.

وبالتالي، تصبح نقطة النقاش الرئيسية هنا تتمثل في فهم كيفية اكتشاف المرء لقواه الخاصة واستخدامها لمحور حياته المهنية بحيث تناسب طموحاته ورغباته الشخصية.

وأخيرًا وليس آخرًا، يدعو كلا المجالين -سواء كان التصميم أو النشر الأدبية– إلى ذات الدرجة نفسها من الانتباه للمعنى الداخلي للفنان.

فالأزياء ليست أقل أهمية من الشعر والنثر لأنها أيضا تقدم سرديات مرئيّة لمعتقدات المصمم ومشاعره.

وكذلك الأمر بالنسبة لمقالات الصحافة الشخصية حيث يقوم الكتّاب بتجريد مشاعرهم وانطباعاتهم ليقدموها للقراء بمزيج جذاب ومعقد.

ويتضح حينذاك بأن جوهر الاتصالات الخلاقة كامنة دائما بإتقان روايتي القصص الصادقتين المؤثّرتين.

وفي النهاية، ربما سنبدأ بسؤال ملِحّ: لماذا تعتبر القدرة على التعبير الحر أحد أبرز جوانب التجريب البشري ولماذا يعتبر الاحتفاء بهذا الانسيابية البصرية والكتابية ضروري جدا لاستمرارية المجتمعات الدينامية

1 Komentari