مستقبل التعليم: بين التقنية والبشر والإنسانية

في عصر الثورة الصناعية الرابعة حيث تسارع الوتيرة الرقمية، أصبح التعليم في مفترق طرقٍ مصيري.

لقد كشف جائحة كوفيد-19 عن هشاشة الأنظمة التعليمية القائمة وكيف أنها بحاجة ماسَّة للتغيُّر والتكيُّف.

وعلى الرغم مما قدمته منصَّات التعلّم عبر الإنترنت خلال تلك الفترة العصيبة إلا أنه ينبغي علينا الآن البدء بمراجعة جذرية للعقود الاجتماعية الجديدة المتعلقة بدور المدرسة ومكانتها داخل المجتمع الحديث.

إن المستقبل المنشود يأتي عندما يتم الجمع بين مزايا كلتا المدرستين - أي المزج الأمثل بين قوة الذكاء الآدمي وفائدة التقنيات الناشئة -.

فعلى سبيل المثال، بينما تعمل أدوات مثل روبوتات الدردشة (chabots) وغيرها من تطبيقات ذكية مساعدة للمعلمين، فإنها ستترك المجال مفتوح أمام هؤلاء لاستخلاص جوهر مهمتهم النبيلة الأصيلة وهي غرس القيم والأخلاق الحميدة وتشجيعهما لدى النشء بالإضافة طبعا لإثرائه معرفياً.

كما سيساهم استخدام الواقع الافتراضي والمعزز في تقديم خبرات بصرية وغامرة للطالب مما يزيد اهتمامه واستيعابه للموضوع المطروح عليه مقارنة بالطرق التقليدية.

لكن تبقى حاجة الطالب للتواصل وجها لوجه مع معلم ما جزء أساسي من العملية التربوية ولا يمكن تجاهلها تماماً.

لذلك فلابد وأن يسعى النظام الجديد لإيجاد أرض مشتركة تجمع الطرفين بحيث يوظف الأول نقاط قوته ويقلل من نقاط ضعفه والثاني العكس أيضاً.

وهذا يعني تطوير نموذج مختلف جذرياً عن الموجود حاليا والذي يقوم أساساً على الاختزان والحفظ والاسترجاع أثناء الامتحانات وذلك بغرض تحويل تركيز العملية التعليمية باتجاه تنمية مهارات القرن الواحد والعشرين كالعمل الجماعي وحل المسائل المعقدة واتخاذ القرارت تحت الضغط وغير ذلك الكثير.

.

.

وهنا تبرز مسؤوليتنا جميعاً سواء كانوا صناعا قرار أو متلقيين لهذه الخدمة بأن نعمل سوياً لبناء رؤى مستقبلية واضحة حول كيفية جعل نظام تربوي عربي قادرٌ على المنافسة العالمية دون التفريط بقيم أصالة تراثنا وهويتنا العربية الإسلامية.

وفي النهاية، هل نحن جاهزون لتبنى مثل هذا التحول الكبير ؟

أم سنظل أسيرين لعادات وتقاليد مضت عليها الدهور ولم تعد تناسب روح الزمن المتجددة باستمرار؟

!

الوقت وحده سوف يجيب!

!

1 코멘트