التقاليد والتقدم: خيطان متشابكان في نسيج الحضارة

في خضم سباق الزمن نحو مستقبل تتسارع فيه عجلة التطور العلمي والتكنولوجي، قد يشعر المرء بالحنين نحو الماضي، حيث تبدو الأمور أبسط والحياة أقل تعقيدًا.

لكن هذا الشوق للحياة التقليدية لا يعني تجاهُل فوائد العيش في زمننا الحالي واستغلال الفرص التي لم يكن بوسع أسلافنا الوصول إليها قطّ!

بل يتعلق الأمر بإيجاد نقطة التقاطع المثالية بين الاثنين - حيث نتعلم دروس الماضي لنكون قادرين على تشكيل حاضر أفضل ومستقبل أكثر ازدهارًا.

إن احتضان التغيير والاستعداد للتكييف مع الظروف الجديدة سمة ملازمة للطبيعة البشرية عبر التاريخ.

ومن المؤكد أن وجود مثل هذه الصفة داخل ذاتنا ساهم بشكل كبير فيما وصلنا إليه الآن كمجتمع بشري مزدهر علمياً وعقلانياً.

وقد عزَّز انتشار وسائل الاتصال والترفيه الحديثة تلك الرابطة ووفر مجالا واسعا لتجمعات بشرية افتراضية تجاوزت الحدود الجغرافية والقومية والدينية.

هنا تبرز ضرورة تحمل مسؤولية تنظيم وتنظيم أولى خطوات التنظيم الذاتي لهذه المجتمعات الافتراضيّة المتنامية باستمرار والتي ستشكِّل بلا أدنى شك جزء مهم جدا من حياتنا قريبا للغاية.

ومن ثم، علينا التأكيد مرة أخرى على الدور الحيوي الذي تلعبه مؤسسات التربية والتوجيه الأسري في زرع بذور الأخلاقيات الحميدة والفهم العميق لقيم المجتمع لدى النشأة الأولى للفرد.

فهي بمثابة حجر الزاوية لأي حضارة تريد دوامها واستمراريتها.

وفي المقابل، تعتبر صناعة المحتوى المحلي الغزي بالمحتوى التعليمي والثقافي والتاريخي خاصة بالعالم العربي أحد الحلول العملية لحماية شباب الوطن ضد أي تأثير سلبي قد ينتشر جراء الانغماس غير المدروس في وسائل الإعلام الغربية.

وفي النهاية، تبقى المعادلة بسيطة وصعبة بنفس الوقت.

.

.

إنه سؤال وجوبي وضروري لكل فرد ولكل جماعة ولكل وطن: ("كيف سنحافظ علي أصالتنا بينما نواكب التطورات العلمية والتكنولوجية?") .

والإجابة الحقيقة تكمن فقط حين نمسك بيد واحدة بحبل الأصالة والثبات العقائدي والثقافي والثانية بالأخرى بأحدث أنواع العلوم والآداب المتوفر حاليا أمام عينيك.

بذلك فقط يمكنك رسم صورة واضحة مستقبلك الخاص والعام بكل منهما.

#يقودنا #17676 #حساب