إن الصحوة الروحية والسعي وراء النمو الشخصي يشبه زراعة بذور ثمينة تحتاج للعناية والرعاية لتصبح أشجارا قوية ذات جذور عميقة وثمار وفيرة.

يتطلب الأمر تغذية تلك البذور بالعزم والمثابرة للحصول على حصاد وفير يحقق الطموحات والأهداف المرتقبة.

كما تنصح التجارب والحكمة بعدم ترك المجال مفتوحا أمام الأصوات الخارجية التشاؤمية والتي غالبا ما تحمل نوايا حسنة ولكنها غير مدركة لقوة تصميم الفرد وطاقتـه الداخلية الكامنة.

فعلى سبيل المثال، حين يسعى طالب جامعي لتحقيق التفوق العلمي وينصب جهوده نحو هذا الهدف، فقد يكون هناك ممن حوله متشككين بقدراته وقائلين إن الوقت المتوفر له محدود جدا مقارنة بحجم العمل المطلوب منه لإتمام جميع مقرراته الدراسية.

وهنا يأتي دور الطالب ليختبر قوته الداخلية ويتجاهل أصداء الشكوك المحيطة به ويلتجئ لبؤر الطاقة الموجبة داخل نفسه والتي ستدفعه للاستمرار بثبات وحزم حتى النهاية مهما كانت الظروف المعاكسة.

وبالمثل، عندما يتعلق الموضوع بالسلوك الشخصي والعادات اليومية للفرد، فعليه أيضا الانتباه جيدا لهذه الأصوات الغير مرئية القادمة من داخله ومن خارجه والتي قد تحاول ثنيه عن مساره الصحيح.

لذلك يستوجب عليه اتخاذ قرار حاسم بتجاهلها والاستعانة بدائرة الدعم الداخلية الواسعة الموجودة بداخله منذ ولادته، فالشمس موجودة دائما خلف الغيوم ويمكن الوصول إليها عبر التأمل العميق والتوغل أكثر فأكثر باتجاه مركز الذات حيث المصادر اللامتناهية للطاقة والإبداع الخلاق المخزن بها والذي ينتظر لحظة إيقاظه فقط ليبدأ بالتعبير عن جمالياته الفريدة ومواهبه المبدعة.

إذًا فلنرسم صورة مستقبلية مشرقة لنا مليئة بالإنجازات المبهرة بإذن الله سبحانه وتعالى مادمنا نمتلك القدرة على اختيار عاداتنا بشكل واعٍ ومدروس بعيدا عمّا يقترحه علينا المجتمع المحيط بنا.

#والتغلب

1 Kommentare