الثورة في التعليم: نحو نموذج مرن وشخصي

لقد أصبح النموذج التقليدي للتعليم غير مناسب لاحتياجات العالم الحديث ذات الوتيرة السريعة والمتغيرة باستمرار.

لقد تجاوز الوقت الذي يتم فيه معاملة جميع المتعلمين بنفس الطريقة وفي نفس المكان والزمان.

إن التحول الرقمي يجبرنا اليوم على إعادة النظر فيما نعنيه بالتعليم وما يجب أن يهدف إليه.

التحدي الآن يكمن في تصميم بيئات تعليمية مرنة وقادرة على التكيف مع الاحتياجات الفريدة لكل فرد.

سواء كان الشخص طالبًا جامعيًا أو عاملًا يبحث عن تطوير مهاري، فإن التعليم الملائم يجب أن يكون ديناميكيًا وذو صلة بالسياقات المختلفة للمتعلم.

وهذا يعني الانتقال من تركيز أساسي على نقل المعرفة إلى التركيز على التعاون والتطبيق العملي وحل المشكلات الواقعية.

كما يتطلب الأمر توفير فرص متعددة للطرق البديلة للتعلم والتحقق من الكفاءة، مما يسمح للمتعلمين بإظهار معرفتهم بطرق مبتكرة وفردية.

وعلى الرغم من أهمية هذا التحول، إلا أنه يأتي مصحوبا بمجموعة من العقبات التي تشكل مخاطر كبيرة إذا لم تتم معالجتها بجدية.

فعلى سبيل المثال، تؤدي زيادة الوصول إلى موارد معلوماتية متنوعة وغير موثوق بها غالبًا دون وجود آلية لتصفيتها وتقييم صحتها ودقتها إلى انتشار المعلومات المغلوطة والمعلومات الخاطئة بين متلقيها.

وبالتالي، هناك حاجة ماسة لإدخال آليات رقابية ورقمنة صارمة لضمان جودة المصادر المستخدمة أثناء العملية التعليمية الإلكترونية.

بالإضافة لذلك، تواجه العديد من البلدان نقصًا مزمنًا في البنية الأساسية الداعمة لهذه الأنظمة التعليمية الحديثة، الأمر الذي يزيد من هشاشة النظام ويضعف قدرته على الصمود أمام أي اختلالات مفاجأة كالتي شهدناها مؤخرًا بسبب جائحة كورونا العالمية ولمعالجة هذا الامر، يتعين علي الحكومات ان تعمل بشكل وثيق مع القطاعات الخاصة لدعم مشاريع تطوير الشبكات والبنى التحتية اللازمة لتلبية الطلب المتزايد على خدمات التعلم الالكتروني، خاصة وان بعض المناطق الريفية وكذلك الدول الافريقية لاتزال خارج نطاق انتشار شبكة الانترنت لديها حالياً.

ومن منظور آخر، يفرض النموذج المرن الجديد ضرورة إعادة تأهيل ملايين العاملين الذين يعملون ضمن المؤسسات التعليمية التقليدية القديمة لاعتبارهم جزءًا حيويًا ضمن مسيرة التقدم الرقمي المزمع القيام به والذي سيحل محل الطرق الأكاديمية المعروفة سابقًا.

وهنا برز دور الشركات التكنولوجية العملاقة كمصدر رئيس لاستثماراتها الضخمة لجذب المواهب الشابة حديثي التخرج وصقل خبرتهم وبناء فرق عمل عالية المستوى داخل شركاتها.

وهذه خطوة منطقية للغاية للحفاظ عليها وعلى مواقع ريادتها وسط سوق تنافسي محموم!

ومع ذلك، ثمن دفع هؤلاء الأشخاص مقابل خدمات الدورات التدريبية الشهادات المهنية اصبح امر واقع ولا مفر منه لمن يريد الانخراط بسوق الوظائف العالمية الحديثة حاليا ومستقبليا حيث يعتبر حصول الفرد علي شهادة IBM Blockchain Developer Professional Certificate مثلا شرط اساسي لقبوله بوظيفته بجوجل مثلا !

وفي النهاية، تعد ثورتنا الثقافية المنتظر قيامها دعامة اساسية لقيادتنا لطريق النجاح المؤكد،

#وضغوط #عوضا #مختلفة

1 Reacties