إن الشعر العربي القديم والحديث يجسد جوهر التجربة الإنسانية بكل جوانبها؛ فهو مرآة عاكسة لمشاعرنا وتطلعاتنا ونضالنا ضد الظلم والقمع.

وقد برهن شعراء ثقاة كالشاعر الجاهلي علقمة النميري ومثله أبو الطيب المتنبي وغيرهما كيف يمكن للشعر أن يكون بلسماً شافياً للجراح ودفقة حماس وثورية عند الحاجة لذلك.

كما رأينا لدى خليل مطران الذي مزج بين الرومانسية ودعوات الإصلاح الاجتماعي مما جعل منه مثالاً يحتذي به الكثير ممن أرادوا الجمع بين قضيتين تبدو متنافيتين ظاهرياً هما الانغماس بالأحلام وتعزيز الواقع المجتمعي.

وما زالت قصيدة "دمشق يا مهد العروبة.

.

" لخليل مردم بك راسخة في ذاكرتنا كمثال بارز آخر لدور الأديب/الشاعِر المؤثر اجتماعياً وسياسيَّاً والذي يسعى لإيقاظ الهمم الوطنية نحو مستقبلٍ مُشرِق خالٍ مِن القيود والاستبداد.

وفي المقابل، هل هناك مجالٌ مشابه للفنون الأخرى لتترك تأثيراً ولو بقدر بسيط مقارنة بتلك الأمثلة؟

إنني أميل للاعتقاد بأن الموسيقى مثلاً، تعدُّ أقوى بكثير حين يتم استخدامها لأجل هدف معين وبشكل مدروس، وذلك لأن موسيقانا تحمل رسائل ضمنية لا تحتاج لكلمات لحمل معناها القوي المؤثِّر بالحاضر والحاضرة سواء كانت موسيقى تصويرية لمسلسل تلفزيوني معروف ام نشيداً وطنياً مدوياً.

بالتالي يمكن اعتبار هذين المجالين (الأدب والشعر) بمثابة سفينة الإنقاذ التي تنقل الرسائل الملتهبة بعمق وجذر تاريخيين راسخين لكل عصر وزمان .

أما الموسيقي فهي تؤلف مقطوعاتها الخاصة بها حسب قضاياه المختلفة لتضيف بذلك بعداً ثالثاً لقيمة العمل الفني واحتجاجه البصير تجاه واقع المجتمع وما يحمله المستقبل له.

أخيرا وليس آخراً، يتوجب علينا دعم وتشجيع كل شكل من اشكال الابداع الحر مهما اختلفت موضوعاته واسلوبه طالما انه يناضل ويعبر بحريه كاملة عن افكار اصحاب العقول المفكره الحره.

#ضرورة #لعالمنا #القيم

1 Comentários