إنَّ تَبَايُن السياسات العالمية وتعاظم الضغوط الاقتصادية قد خلق واقعا جيوسياسيّا مُعَقَّدا يحتم إعادة رسم خريطة التحالفات والنفوذ العالمي.

فالدول الصاعدة مثل الصين وروسيا وإيران تعمل وفق مصالحها الخاصة ولا تخضع لضغوط خارجية كما كانت الحال سابقا.

وفي المقابل فإن الدول الغربية بما فيها أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تمر حاليا بفترة عصيبة بسبب الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا والتي انعكس سلبا على مستوى نفوذها وقدرتها على التأثير عالميا.

وهذا الوضع الجديد ينتج عنه صدامات ونزاعات سياسية واقتصادية وأحيانا عسكرية بين قطبيْن رئيسييْن هما الشرق والغرب.

وعلى صعيد آخر، تبقى القضية الفلسطينية هاجسا مؤرقا للدول العربية والإسلامية أمام صمت مطبق لدولة تعتبر نفسها راعي السلام في المنطقة وهي تركيا.

فرغم مطالبتها الدائمة بتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بحقوق الفلسطينيين إلا أنها تقدم تنازلات كبيرة لإسرائيل مقابل مكاسب سياسية وترفض الاعتراف بمجازرها بحق المدنيين سواء كانوا فلسطينيين أو عرب آخرين وحتى أرمن.

وهذه المواقف المتذبذبة جعلت الكثير يشككون في نواياها الحقيقة ويرونها مجرد ذراع تستغل لأجل تحقيق أجندات أكبر منها ومنطقة الشرق الأوسط برمته.

ومن جهة ثانية، يعتبر سكان الأحواز العربيون هم الأكثر عرضة للتجاهل والمعاناة وسط الشعب الإيراني نتيجة سياسة التمييز العنصرية التي تتعرض لها تلك المجموعة المهمشة ثقافيا وسياسيا.

وهم بدورهم ينضمون لقافلة طويلة من الشعوب ذات الأصول العربية المنتشرة حول العالم وتعاني نفس المصير المرير بفعل الظروف التاريخية والسياسية المتغيرة باستمرار.

وفي موضوع منفصل يتعلق بصحة الإنسان، تجدر الإشارة هنا إلى مدى ارتباط الحالة المزاجية بالإحساس بالأمان الاقتصادي والعاطفة الاجتماعية بالإضافة طبعا للجوانب البيولوجية المعروفة.

فالشعور بعدم اليقين بشأن مستقبل الشخص ماليا ووظيفيا وكذا افتقاده الدافع المجتمعي للإنجاز يمكنهما أن يتسببان بانخفاض ملحوظ في قدرة الجسم الدفاعية وبالتالي التعجيل بتطور بعض الأمراض المزمنة الخطرة كأمراض الكبد والقلب مثلا.

ولذلك يتطلب الأمر مزيج من النشاط الجسماني المنتظم واتخاذ قرارات غذائية مدروسة جنبا الى جنب مع بناء شبكة دعم اجتماعية فعالة لحماية النفس أولا ثم بعدها العمل على تطوير مشاريع فردية صغيرة المساهمة في رفاهيتها واستقلاليتها المالية.

وبالانتقال لمنطقة شمال افريقيا وبالخصوص دولة المغرب الشقيق، نشاهد كيف ان حكومتها تبذل قصارى جهدها لمعالجة المشكلة الملحة لجفاف الاراضي وذلك باطلاق مبادرات جريئة لري مناطق واسعة من أجل زراعة المزيد من محصول الحبوب الأساسي لسكان البلاد.

وتتماشى مثل خطوات عملية جريئة بالتوازي مع مشاريع اخرى مهمة كتطوير طرق النقل والرصف والبنى التحتية للقضاء نهائيآ على عزلت المناطق الري

1 মন্তব্য