مستقبل رقمي مسؤُول اجتماعياً وأخلاقيّاً

في خضم الثورة الرقمية، يتحتم علينا إعادة النظر في تأثير اختياراتنا التكنولوجية على كوكب الأرض وعلى بعضنا البعض.

بينما تستمر بياناتنا ومعلوماتنا بالتزاوج مع الهواتف الذكية وتقنيات GIS لتشكّل عالَمَاً غامضًا ومدهِشًا، يُذكر بأن تلك الأدوات ليست سوى وسائل.

إن الطريقة التي نستخدم فيها هذه الوسائل هي ما يحدد قيمتها ومآلها.

التطور التقني الواسع يفرض علينا تحمل المسؤولية المجتمعية والإنسانية أيضًا.

فعلى الرغم أنه سهل عملية التواصل، إلّا أنها تتطلب اليقظة لتجنب مخاطر الانقطاع الاجتماعي وضغط الحياة الافتراضيّة.

كما ينبغي تقدير سرعة الانترنت المرتفعة والتي توفر الفرصة أمام الجميع للحصول علماً ومعرفة أكبر؛ لكن هذا يجب ان يقترن بإدارة عادلة لسرعتها بحيث لا يتم ترك المناطق الفقيرة خلف الركب الحضاري.

وفي نفس السياق، عندما نخوض في مجال تصميم وبرمجة مواقع الويب، فلابد وأن نطرح أسئلة أخلاقية جوهرية بشأن خصوصيتنا وأمان معلوماتنا الشخصية.

اختيار اللُّغة المناسبَة للتعبير عن الفكرة الأصيلة بات ضرورياً اليوم أكثر منه بالأمس.

وهذا يصب ضمن نطاق اتجاه أوسع نحو إنشاء منتجات رقمية تراعي الاعتبارات الاجتماعية والقيم الأخلاقية.

وأخيرًا وليس آخرًا، دعونا نجعل من تنظيم المحتوى الالكتروني هدفًا ساميًا يساهم في خلق بيئات عمل صحية داخل نطاقه الرحيب.

تعديلات بسيطة كسحب الهاشتاجات وترتيبها وفق أولويات جماعات المستخدم المختلفة ستترك بلا شك أثرًا ايجابياً.

بالإضافة لذلك، فلنتخذ خطوات مدروسة لتخفيف عبء اجهادات العين المتزايدة جرَّاء التعرض المطول للشاشات وذلك عبر ملاءمة شدة الأنوار المحيطة بنا حسب الحاجة.

بتلخيص الأمر كله، فنحن الآن عند مفصل تاريخي حيث يلتقيان المسارين: التقدم العلمي وحفظ كيان الانسان نفسه.

إن الجمع بين الاثنين سيكون له تأثير عميق ودائم على حاضرنا وغدا المزيد من المخاضات الجامحة للعصر الرقمي.

لذا هيا بنا نستفيد من التقدم العلمي بطريقة مسؤولة وعقلانية تحفظ للإنسان انسانيته وللعالم جمالياته!

#سواء

1 Kommentare