الكائن الرقمي وأزمة الهوية

في عصر الهواتف الذكية والإنترنت اللامنتهي، نشهد ولادة شكل جديد من الهويات - الهوية الرقمية.

إنها ليست مجرد صورة ملف شخصي على وسائل التواصل الاجتماعي؛ بل هي مجموعة من البيانات والمعلومات التي تشكل حضورنا عبر الإنترنت.

ومع ازدياد اعتمادنا على العالم الرقمي، فإن الأسئلة المتعلقة بخصوصيتنا وحقوقنا تصبح أكثر إلحاحًا.

إذا كانت هويتنا الرقمية مكونة من بياناتنا وتفاعلاتنا ونشاطاتنا عبر الإنترنت، فهل نحن حقًا نمتلك سيطرة كاملة عليها؟

عندما نحتاج لشراء منتجات أو خدمات عبر الإنترنت، غالبًا ما يتطلب الأمر مشاركة معلومات شخصية حساسة.

وفي حين توفر العديد من الشركات ضمانات بأن بيانات المستخدم محمية ومؤمنة، إلا أنه تبقى ثقة العملاء عرضة للخطر بسبب حالات تسرب البيانات وانتهاكات الأمن السيبراني المتعددة.

كما يسمح استخدام تطبيقات المراسلة والفيديوهات وغيرها بتتبع تحركات المستخدم وسلوكياته مما يجعل انتهاك الخصوصية أمر وارد دوما!

إذن كيف يمكن تحقيق التوازن بين فوائد العالم الرقمي واحترام الحقوق الأساسية للفرد؟

ربما يكون الجواب في إنشاء قوانين تنظيمية أقوى لحفظ حقوق الملكية الفكرية والمحتوى الخاص بالأفراد بالإضافة لتطوير طرق حديثة للمحافظة علي سرية المعلومات الشخصية باستخدام تقنية مثل بلوكتشين (blockchain) والتشفير القوي لجميع التعاملات الالكترونية .

كذلك تعزيز الوعي لدى الاجيال الجديدة حول مخاطر الانتهاك الرقمي وتعليمهم طرق الوقاية منه منذ سن مبكرة.

فالغاية هي خلق بيئة افتراضية صحية وآمنة تحترم الخصوصية وتسمح للأفراد ببناء هويتهم الرقمية بحرية واستقلالية أكبر وفق اختياراتهم الخاصة بعيدا عن أي تهديد خارجي.

#رقمي

1 코멘트