نحو تعليمٍ بشري وروحي

في ظلِّ الانبهار بتقنيات الذكاءِ الاصطناعي المتزايدة، يجب ألَّا نغفل جانبًا أساسيًا وهو أهمية العلاقات البشريَّة والخبرات الحسِيَّة في رحابة غرفة الصف.

فالعاطفة والحنان اللذان يقدمهما المعلِّمون للطلَّاب هما ركنٌ حيوي لبناء ثقافة معرفيَّة صحية وسليمة.

لا شكَّ أنَّ التقنيَة الحديثة قد فتحت أبواب المعرفة أمام الجميع وجعلت مصادر العلوم متاحة بشكل لم يكن ممكنا سابقًا، ولكن علينا أيضًا الاعتراف بوجهة نظرة أولئك الذين يدعون إلى ضرورة عدم جعل الآلة محور النظام التعليمي برمَّته.

فالطفولة مرحلة تتطلب الكثير من التفاعل الاجتماعي وبناء الشخصية عبر التجارب الحيَّة وليس مجرد تخزين بيانات افتراضية.

وعلى الرغم من فوائد الذكاء الصناعي العديدة والتي تتمثل في توفير معلومات دقيقة وفي وقت قياسي للغاية، إلَّا إنه لا يستطيع منح الأطفال القدرات العليا مثل التفكير الناقد وحسن التعامل مع المواقف الملتبسة بالإضافة إلي تطوير قدرات التواصل لديهم.

إذ تعدُّ هذه الملكات جزء مهم جدا لرسم طريق النجاح للفرد سواء أكاديميا او عمليا فيما بعد.

لذلك فلابد وأن نعمل سويا علي خلق بيئة تعليمية تجمع بين أفضل جوانب العالمين الافتراضي والصحوة الحسيّة الواقعيه وذلك حرصا منا على سلامة وصحة طلابنا عقليا وجسديا .

وفي النهاية، إن تأملاتي الخاصة حول الموضوع تركز أساسا علي ضروره تحقيق التوازن المثمر بين التقدم العلمي والسحر البشري الأصيل والذي يعد أساس وجود الانسان نفسه ألا وهو الحب والرعاية والتعاون الجماعي.

1 Comments