تطور التقنية سيف غير ذي حدين؛ فهو مصدر للتقدم والانجاز البشري ومصدر للخطر أيضاً.

بينما نسعى للاستفادة القصوى مما توفره لنا من امكانيات هائلة، علينا التأكد من عدم السماح لها بالسيطرة علي حياتنا وتحويلنا الي عبيد للتكنولوجيا.

علي الرغم من كون الذكاء الصناعي أداة قوية يمكن استخدامها لصالح البشرية وتعزيز مستقبل اكثر ازدهارا، إلا انه ينبغي التعامل معه بحذر شديد خاصة عند الحديث عن مجال حساس كمجال التربية والتعليم.

فالطفولة مرحلة حساسة تتطلب اهتمام خاص ودعم عاطفي وفكري متكامل وهو امر يصعب علي اي نظام رقمي مهما بلغ تقدمه القيام به حاليا.

لذلك فلابد من وضع ضوابط صارمة تحمي خصوصية اطفالنا وتضمن لهم بيئة تربوية سليمة خالية من مخاطر سوء اسعمال البيانات وغيرها.

.

وفي نفس السياق، لقد اصبح الضغط الناتج عن استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية بشكل مستمر يؤدي إلي مشاكل نفسية عديدة منها اضطرابات النوم والقلق والاكتئاب بالإضافة الي عزوف البعض عن النشاط البدني والحياة الطبيعية والتي تعتبر عوامل اساسية للحفاظ علي الصحة العامة للفرد والمجتمع ككل.

وبالتالي فأفضل طريقة لتجنب الوقوع تحت وطأة هذة الآثار الضارة هي الاعتدال وعدم الانقطاع نهائيا عنها ولكن بتخصيص اوقات معينة لها يوميا بحيث تستطيع بعد ذلك ممارسة نشاط بديل سواء رياضي او ثقافي يساهم برفع روحك المعنوية ويعطي دفعه ايجابية لحياتك العملية والشخصية كذلك.

وبالنهاية، فان الثقافة الشرقية تؤمن دوما بفضيلة الاقتصاد والقناعة وهي مبادئ تدعو إليها جميع الديانات السماوية بدءاً بالإسلام مروراً بالمسيحية والبوذية والهندوسية وصولا لفلسفات الصين القديمة.

فعلي سبيل المثال، يعتبر طبق العدس والأرز وجبة بسيطة تكفي لإشباع جوع الانسان ويمكن الحصول عليها بسعر زهيد مقارنة بالأطباق الفاخرة ذات المكونات الغريبة والباهضة الثمن .

وهو درس عملي وعميق حول اهمية الانضباط الذاتي والرغبات المعتدلة والصبر وقبول الواقع كما هو بدلا من المطاردة الدائمة للسعادة المؤقتة خلف اشياء زائلة وغير ضرورية اصلا !

#تقنيةوحضاراتشرقيةوالصحةالنفسية

1 コメント