التحدي الحقيقي للذكاء الاصطناعي: ضمان مسؤوليته وشفافيته

تواجه البشرية الآن منعطفاً هاماً في تاريخ التقدم العلمي والتكنولوجي، حيث يشهد العالم انتشار الذكاء الاصطناعي بوتيرة متزايدة وسريعة.

هذا الانتشار الواسع يأتي مصحوباً بفرص هائلة لتغيير طريقة العيش وتحقيق تقدم كبير في مختلف المجالات وعلى رأسها مجال الرعاية الصحية والتعليم والحياة اليومية عموماً.

لكن هذه الفرص تأتي أيضا بتحديات كبيرة تتطلب اهتماماً فورياً وحلولاً جذرية قبل فوات الأوان وأن يتحول الأمر لما يشبه الخطر الكامن خلف الزاوية.

تشكل التأثير الأخلاقي للقضايا المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي هاجسًا بالنسبة للكثير ممن يعمل بمجالات مختلفة وفي المقدمة منها الحقوقيون والمختصون بالقانون الدولي والإنساني وكذلك علماء النفس والفلاسفة وصناع القرار السياسي والاقتصادي حول العالم.

فالأسئلة الرئيسية هنا تتعلق بكيفية تنظيم واستخدام تلك القوة الجديدة بطريقة تقلل المخاطرة وتقضي على احتمال وقوع ضرر محتمل قد يكون له آثار بعيدة المدى وعميقة التأثير خصوصًا فيما يرتبط باستغلال البيانات الشخصية وانتهاكا للخصوصية والحقوق الأساسية الأخرى المرتبطة بالإنسان والتي تعتبر ركن مهم جدا في أي دستور حديث وديمقراطية قائمة بالفعل.

لذلك يجب وضع إطار قانوني وشامل يضمن سلامة عمليات تطوير وتنفيذ نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة بحيث أنها تخضع دائما للمراجعة والرصد المستمرين وذلك حرصا منا جميعا علي سلامتنا وسلامة مجتمعاتنا المستقبلية.

بالإضافة لما سبق هناك العديد من العلاجات العملية المقترحة والتي تساعدنا بالشروع بخطوة عملية نحو هدفنا المنشود ومن ضمنها اعتماد مبدأ "تصميم المسؤولية" والذي يقوم بتقويض دور الشركات المنتجة لهذا النوع الجديد من البرمجيات بجعلها مسئولة مباشرة وبشكل مباشر عن نتائج منتجاتهما بحيث تصبح ملزمة باتخاذ خطوات وقائية مضادة لأي تأثير سلبي ممكن الحدوث نتيجة أخطائها أثناء مرحلة التطوير الأولي لها.

كما أنه ينصح بتكوين فريق متعدد الاختصاصات لديه خبرات متنوعة تسمح بإدارة شاملة لكل جوانب الموضوع بدءا بالتصميم وحتى التنفيذ ثم فرض قوانيين رادعة تجبر جميع المستخدمين سواء الحكوميين منهم او الخاصين بالحذر أثناء التعامل مع تطبيقات الذكياء الصناعي الحديثة.

وبالتزامن مع الخطوات القانونية سالفتي الذكر فقد أصبح من البديهي زيادة نسبة معرفة عامة شعور الفرد العادي تجاه مفهوم الذكاء الاصطناعي وكشف الغموض عنه لأنه ببساطه عنصر اساسي سيصبح قريبا جزءا اساسيا من حياتنا اليومية وبالتالي فانه من واجبنا جميعا دراسة آليات اشتغالها وفهم طرائق سيرورتها كي يكون بامكاننا اتخاذ قرارات مدروسة بشأن مدى توظيفها داخل مؤسساتنا الخاصة وغيرها الكثير.

.

.

وفي الأخير تبقى نقطة جوهرية للغاية وهي ضرورة التواصل المستمر بين المختصين والجهات الرسمية والقائمين بالأعمال التجارية بهدف تبادل التجارب والاستفادة المشتركة وصولا لإصدار قواعد دولية ناظمة لهذه الصناعة المزدهرة والتي ستغير شكل الحياة

#النقدي

1 نظرات