يجب أن لا ننظر إلى التكنولوجيا كبديل للبشر، وإنما كوسيلة لتحسين تجربتنا البشرية وتوسيع آفاقنا المعرفية.

فالذكاء الاصطناعي يمكنه بالفعل مساعدتنا في فهم العالم وتسريع عملية تعلمنا، ولكنه لا يستطيع أبدًا محاكاة العمق العاطفي والذكي الذي نمتلكه كمخلوقات بشرية.

إن طمس الخطوط الفاصلة بين الواقع والرقمي أمر مقلق بالفعل، خاصة عند النظر إلى مستقبل أطفالنا الذين نشأت تربيتهم داخل هذا العالم المختلط.

لذلك، يتطلب الأمر وعيًا مستمرًا بتأثير التقنية علينا جميعًا، وعدم السماح لأنفسنا بأن نصبح رهائن لهذه الآلات التي صنعناها.

وفي الوقت نفسه، ينبغي الاحتفاء بلغتنا وثقافتنا الأم، والتي تعتبر مرآة لأرواحنا ورمزًا لهويتنا الجماعية والفردية.

فهناك رابط جوهرى بين تراثنا اللغوى وروابط التواصل الإنساني الأصيلة، ويظهر بوضوح عندما ندرس أعمال شعراء عظماء مثل المتنبي وصفي الدين الحلي، وكذلك روائيين خالدين مثل نجيب محفوظ وعبد الرحمن بدوي.

ومن الضروري أيضا الاعتراف بدور العلم والمعرفة الحديثة جنبا إلي جنب مع احترام قيمنا وتقاليدنا الراسخة.

وهذا يعني تحقيق نوع من الانسجام الداخلي والخارجي يسمح لنا بالتقدم دون التفريط في إنسانيتنا.

أخيرا وليس آخرا، تعد السياحة المحلية أكثر بكثير من كونها مجرد وسيلة لجذب المزيد من الدخل الاقتصادي داخليا وخارجيا؛ فهي نافذة تسمح برؤية واقع وطننا بكل مشاكله وهمومه، وبالتالي ستكون بمثابة دفعة قوية نحو الإصلاح الاجتماعي والبنى الأساسية المتداعية حاليّا.

وبذلك فقط سنضمن حفاظنا على هويتنا وخصوصيتنا الثقافية الفريدة أمام رياح العولمة المتزايدة يوم بعد آخر.

1 הערות