⚝ إن رحلتنا عبر زوايا متعددة من العالم لا تنتهي أبدا عند اكتشاف جمالياته الخارجية فحسب، وإنما تستمر باستكشاف الأعماق النفسية والفلسفية للإنجازات البشرية.

فعندما يتم الحديث عن قوة التصميم والشجاعة اللازمة لتسلق جبل ايفرست، قد نجد انفسنا امام مرآة تعكس مدى القدرة البشرية على تجاوز الحدود المادية والنفسية.

لكن هل هذا يعني حقا تجاوزه لحواجزه الخاصة؟

ام انه ببساطة ادراك بأن أقوى سلاحه هو عزيمته وارادته الصلبتان اللتان تسمحان له بتحويل الطموحات الى واقع.

من جانب آخر، عندما ندرس حالة انهيار سور برلين وما خلفه ذلك الحدث التاريخى العملاق من تأثيرات نفسية واجتماعية عميقة، يمكن اعتبارها مثالا صارخا على اهمية الوحدة الجماعية والتوجهات المشتركة ضد الظلم والقمع.

فقد اظهر الشعب الالماني حينذاك ان الجمعية الانسانية قادرة دوما على مقاومة اقسى انواع الاضطهادات السياسية وانشاء مستقبل اكثر اشراقا اذا اجتمع الناس معا تحت مظلة واحدة تحمل مباديء العدالة والمساواه.

وعلى صعيد مختلف تماما، فان زيارتنا للجزر الاستوائية وبلجيكا وغيرها من الاماكن ذات التاريخ العريق والاثار الثمينة، تقدم دروسا قيمة بشأن ثراء الحضارات المختلفة وقدراتها الخلاقة والتي لاتزال قائمة حتى يومنا الحالي.

فالجمال ليس فقط فيما خلقته يد الطبيعة، ولكنه ايضا نتيجة جهد انساني متواصل عبر الزمن.

أليس من المفترض بنا كمستكشفين للفضاء الداخلي والخارجي ان نتوقف قليلاً ونعيد تقييم معنى "التغيير" ؟

هل يتعلق الامر بتغير بيئتنا المحيطة ومحيط عيشنا الاساسي ام بفعل تغيير داخلي شامل يؤثر بدوره على كل شيء حولنا؟

ربما يجدر بنا النظر داخل اعماق نفوسنا قبل بدء أي مشروع تغييري خارجي كي نقلل بذلك احتمالات النكسة والرجوع لما ألفناه سابقا بسبب عدم توافق الذوات الداخلية للفرد مع توجهاته الجديدة.

ختاما وليس اخيراً، تبقى رسالة المسافرين والمتعمقين في اسرار الحياة واحدة: اكتشاف الذات أولاً ثم المحاولة الدائمة لفهم الآخر وتمكين الذات منه وصولاً لإدراك تام لمعنى الحياة نفسها بغاية صنع وجود افضل لانفسنا وللعالم اجمع.

1 Kommentarer