الحب ليس مجرد شعور عابر أو حلم بعيد المنال، بل هو قرار واعٍ يتم بناؤه وتنميته يوميًا عبر الاختيارات الصغيرة والكبيرة.

إنه مزيج متناغم بين القبول العميق للمصير وبين العمل الواعي لتحقيق رؤيتنا الخاصة بوجود عفوي وهادف بجوار من نحبه.

فالحياة لا تقبل القسمة الثنائية بين قدر ثابت وإرادة مطلقة؛ إنها فسيفساء معقدة تتداخل فيها خطوط المصير بخيوط قراراتنا.

وعندما يتعلق الأمر بالعلاقات الحميمة، يصبح هذا الترابط أكثر عمقا وحساسية.

لذلك، علينا أن نتعامل برفق واحتراس مع وعود الماضي وخبراته بينما نمسك زمام حاضرنا بتصميم وثبات.

ربما لم نختر بعض الأشخاص الذين دخلوا حياتنا، لكن اختيارنا لكيفية التعامل معه ومعرفتنا لهم هما جوهر روايتنا الجماعية.

وهذه المعرفة لا تأتي إلا من خلال الاستماع بانتباه ورعاية لما يقولونه ولما يخفيه خلف صمتهم أيضا.

ومن ثم فعلى الرغم من كون الحب سرّا مقدسًا وفطريًا، إلا أنه يحتاج أيضًا لتغذية مستمرة بالأعمال الحسنة والصادقة كي يستمر ويتجدد.

فلنجعل محبتنا مصدر قوّة وليست نقط ضعف، دعها تنبت جذورها في أرض الواقع وأن تستمد غذاؤها من روعة التفاصيل اليومية سواء كانت بسيطة أم عظيمة.

فالحديث عن المستقبل مهم ولكنه أقل أهمية بكثير مقارنة بأن نزرع البذور الصحيحة للغد الآن وفي اللحظة نفسها.

لنبدأ صغيرًا، دعنا نبني أساس العلاقة على الاحترام المتبادل والثقة المطلقة وعلى استعداد للتضحية حين تكون الظروف أصعب.

لأن الحب الحقيقي يعرف كيف يتحول لألف لون مختلف حسب المناسبة والحالة المزاجية لكل طرف.

فهو فرح عند الانتصار وشجاعة تواجه المخاطر، وهو دفء يحتويه البرد وصلابة تصمد أمام الرياح الهادرة.

وفي النهاية، يجتمع الجميع تحت مظلة واحدة وهي حاجة الإنسان للطمأنينة والسند النفسي والمعنوية.

وهذا بالضبط مانقدمه لأحبابنا عندما نقرر الوقوف بجانبهم مهما حدث ودائما وأبدا .

فهذه هي رسالتنا الأساسية لهذا العام الجديد المقبل.

.

.

الحب عمل وليس شعورا فحسب!

#والأقوال #وجودنا #لغة #نسعى #فلنحافظ