بين الذكاء الاصطناعي والسياسة: هل ستصبح الرئاسات مجرد وظائف تقنية؟

في ظل التطورات المتلاحقة للذكاء الاصطناعي وتغلغله العميق في حياتنا اليومية، أصبح السؤال حول دور الإنسان في السيادة أكثر أهمية من أي وقت مضى.

بينما نرى بالفعل حالات حيث يتم تجاهُل النتائج الانتخابية لصالح أجندات سياسية، قد يكون الوقت مناسباً للتساؤل عما إذا كانت "رؤساء الدول" الذين يدعون أنفسهم بشر ما هم إلا واجهات تحكمها خوارزميات وقوى خلف الكواليس.

إذا افترضنا جدلاً بأن الذكاء الاصطناعي يمكنه إدارة الشؤون الحكومية بكفاءة أعلى وشفافية أكبر مقارنة بالإنسان - وهو افتراض مثير للجدل بلا شك- فلِمَ لا نستبدلها بالبشر تماماً ونقلل الاعتماد عليهم؟

ربما سيكون ذلك حلاً لمعضلة الاختلاف الكبير بأسعار الأدوية عالمياً والذي يبدو أنه نتيجة للمصالح التجارية وليس للاعتبارات الإنسانية كما يدَّعي البعض.

ومع ارتفاع معدلات الفائدة المصرفية خلال الأزمات المالية العالمية، فقد يحين موعد طرح فلسفة الحكم الجديدة التي تستند إلى بروتوكولات رقمية بدلاً من النظم التقليدية المبنية على الممارسات القديمة والمترابطة بالمصالح الشخصية الضيقة.

إن مثل هذا التحول الجذري يتطلب نقاش عميق ومراجعات شاملة لكل جوانب النظام السياسي الحالي.

فهو يفتح صدوعاً واسعة أمام العديد من الأسئلة الأخلاقية والفلسفية المتعلقة بهوية المجتمع والقيم الأساسية للإنسانية والحقوق الأساسية للفرد داخل الدولة الحديثة.

إن مستقبل السلطة التنفيذية ليس مسألة بعيدة عن الواقع؛ فهو حاضر الآن ويحتاج منا جميعاً لوضع قواعد منظمة له قبل فوات الآوان!

1 تبصرے