هل غياب الشفافية السياسية يهدد ثقافة الحوار المجتمعي؟

في عصر مليء بالمعلومات والمعرفة المتوفرة بسهولة، تُثار تساؤلات حول مدى ارتباط جودة الحوار العام بوجود شفافية سياسية حقيقية.

فالشفافية ليست فقط مفتاح فهم أفضل للحكومات وأفعالها، بل هي أساس لبناء جسر الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة.

عندما تتضاءل الشفافية، يصبح المجال مفتوحًا أمام انتشار المعلومة الخاطئة والتضليل، مما يؤثر بشكل سلبي على القدرة الجماعية للتفكير النقدي واتخاذ قرارات مستنيرة.

وهذا بدوره يعرض للخطر جوهر الديمقراطية نفسها - حق الشعب في المشاركة الفعلية في رسم مستقبلهم.

كما رأينا في حالات عديدة عبر التاريخ، فإن الأنظمة غير الشفافة غالبًا ما تستغل الأزمات لتحقيق مكاسب خاصة بها، سواء كانت اقتصادية أم اجتماعية.

وفي هذا السياق، تصبح أهمية وجود وسائل إعلام مستقلة وقوية واضحة المعالم؛ فهي الرقيب الذي يكشف عن أي تجاوزات ويحافظ على سلامة الحقوق العامة.

إذا لم يكن لدينا نظام سياسي يسمح بالحصول الحر والسهل للمعلومات، كيف نتوقع حينها مشاركة فعالة وواعية من قبل الجمهور؟

وكيف سنضمن عدم استخدام التقدم التكنولوجي كوسيلة للقمع عوضًا عن التحرّر؟

إن بناء مجتمع يحترم قيمة الشفافية أمر حيوي لاستمرارية النمو الحضاري والإنساني.

#التعليمية

1 Kommentarer