التكنولوجيا والبعد الإنساني: هل نفقد بوصلة القيم؟

مع تقدم عصر الذكاء الاصطناعي وتزايد الاعتماد على الأدوات الرقمية، نشهد تحولا كبيراً في طريقة حياتنا وعملنا وحتى تعلمينا.

ومع ذلك، وسط موجة التغيير هذه، يتعين علينا طرح سؤال مهم: ما الذي نخاطره بخطر فقده؟

لقد سلط الضوء مؤخرا على الدور المتزايد للتكنولوجيا في مجال التعليم وكيف يمكن أن تؤثر سلبا إذا لم يتم التعامل معها بحذر.

فالذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرها من التقنيات الواعدة قد تخلق المزيد من الفجوات المجتمعية بدل سد النقص الموجود أصلا بسبب الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية.

كما يشير البعض إلى احتمالات حدوث عزلة نفسية نتيجة للاعتماد الكثيف على العالم الافتراضي مما يؤدي لانغلاق عقلي وفقدان للحميمية الإنسانية الطبيعية.

من ناحية أخرى، رغم المخاطر المحتملة، إلا أن لهذه التحولات جانب آخر مختلف وهو فتح أبواب أمام طرق مبتكرة للوصول للمعرفة وتعزيز عملية التعلم بما يزيد القدرة على التأقلم ومواجهة التحديات المتنوعة.

وهنا يأتي دور فهمنا لكيفية إيجاد توازن مناسب بحيث تستغل فوائد التطور التكنولوجي فيما يعزز الجانب البشري ويحافظ عليه ولا يتحول لعامل مدمر له.

وفي حين يستحق الأمر مناقشة معمقة بشأن العلاقة الملتبسة حاليًا بين التقدم العلمي وهويتنا كمخلوقات بشرية، تبقى حقيقة واحدة جلية وهي ضرورة العمل سويا لتحقيق تنمية مستدامة تراعي حقوق الجميع وتنشر قيم العدالة والشمول حتى تصبح تلك الوسائل مصدر قوة وليس ضعف.

فعالم مفتوح رقمياً قادرٌ بالفعل على ربطنا جميعاً بقنوات معرفية متنوعة وغنية شرط ألّا ننسى أبداً قيمة الاتصال الانساني الأصيل والذي يبقى دوماً محور وجودنا وحضارتنا مهما اختلفت مظاهر الحياة اليوم.

فلنرتقي بالتفكير النقدي لمواجهة المستقبل بإصرار وثبات مدركين دوما لأصولنا وقدرتنا الفريدة كموجودات ذات روح وضمير حي.

عندها فقط سنضمن للساعات الطويلة المقضيّة خلف الشاشات أن تتحلى بمعناها وأن تسهم بشكل فعال بتنمية المجتمع عوضا عن تعطيله.

#ضوء #الثورة