إن العلاقة بين الأمن الغذائي العالمي وتغير المناخ هي علاقة متشابكة ومعقدة، حيث يؤثر الأول سلباً على الثاني والعكس صحيح أيضاً.

وفي حين يركز العالم حالياً على الحد من الانبعاثات والتكيف مع آثار الاحتباس الحراري، فقد يحمل مستقبل قريب تهديداً آخر وهو "الغزو الجغرافي" للموارد الطبيعية.

مع زيادة الطلب على الطاقة والغذاء، ستصبح بعض المناطق ذات موارد محدودة عرضة للصراع والاستنزاف المكثف، الأمر الذي سينذر بتغييرات جيوسياسية جذرية واندلاع حروب مستقبلية على الحدود الوطنية والخارجية لدولة ما بحثاً عن مصادر للطعام والمياه والمعادن وغيرها مما تحتاج إليه الصناعات والتنمية.

وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي والجغرافيا المكانية جنبا إلى جنب لفهم دقيق لهذه المشكلة العالمية المحتملة ولإيجاد حلول مبكرة وشاملة قبل تفاقم الوضع.

فالجمع بين تحليل البيانات المكانية وأنظمة دعم القرار المبنية على التعلم الآلي قد يكون المفتاح لاستنباط نماذج تنبؤية لرصد التوترات الجغرافية الناجمة عن نقص الموارد، وبالتالي اقتراح سياسات وبرامج وقائية لمعالجة جذور الصراع منذ مراحله الأولى ومنعه من التصاعد.

بالإضافة لذلك، لا بديل عن الوعي المجتمعي والدولي بهذه المخاطر واتخاذ خطوات عملية حالية لمنع وقوع أسوأ السيناريوهات مستقبلاً، بدءاً بفرض قوانين دولية صارمة بشأن إدارة استخدام الموارد الطبيعية مروراً بتوجيه جهود البحث العلمي لاستكشاف طرق بديلة للاكتفاء الذاتي وصولاً لدعم الشعوب الأكثر هشاشة واستعدادها للتكيف مع أي تغييرات مناخية وجغرافية محتملة قد تغير شكل خرائطنا السياسية والاقتصادية في العقود المقبلة.

إنه السبيل الوحيد لبناء عالم يسوده السلام والاستقرار ويضمن حق الجميع بالحصول على احتياجاتهم الأساسية مهما كانت الظروف المستقبلية.

#تحديدا #الحيوية #آرائكم #مبتكرة #الأراضي

1 نظرات