فوائد التعايش بين الميكروبات والصحة النفسية: سباق سباق مضاد؟

على الرغم من تركيز الكثير من البحث العلمي على التأثيرات الصحية للميكروبيوم البشري، هناك مجال ناشئ ومثير للتحقيق وهو الرابط المحتمل بين التنوع الدقيق لهذا المجتمع الداخلي ورفاهيتنا العقلية.

قد يظن البعض أن الأمر يبدو بعيد الاحتمال: كيف يمكن لبكتيريا أمعائنا الخاصة تحديد مزاجنا واحترام الذات والتفاعلات الاجتماعية؟

لكن الدراسات الحديثة تبدأ بإظهار الروابط غير المتوقعة.

فعلى سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات رابطا بين انخفاض تنوع بكتيريا الأمعاء واضطراب الاكتئاب ثنائي القطب.

كما اقترحت دراسة أخرى مشاركة الميكروبات في العمليات المعرفية والسلوكيات المرتبطة بانعدام الشخصية الناجم عن الإجهاد.

لكن ماذا لو كان لهذه الروابط آثار جانبية غير مقصودة فيما يتعلق بقضية التلوث البيئي؟

إذا كانت الصحة العقلية مرتبطة بشكل وثيق بنمط حياة صحي يشمل نظاما غذائيا متنوعا وغير مصنع ويعتمد على المنتجات المحلية، فقد يتعرض الأشخاص الذين يعانون بالفعل من اختلالات نفسية لتغير إضافي في هياكلهم الميكروبية نتيجة للتعرض لعوامل تلوث بيئية خارجية غير مرغوب فيها.

وهذا يعني المزيد من المخاطر بالنسبة لهم، حيث يمكن أن يكافح هؤلاء الأفراد أصلاً للحفاظ على توازن صحي داخليا خارج سيطرتهم.

إذاً، هل نحن أمام حالة فريدة من سباق السباق المضاد بين رغبتنا في الوصول إلى عالم خالي من التلوث والحاجة إلى دعم مجتمع دقيق يزدهر فيه؟

ربما الوقت مناسب الآن لتحويل نقاشنا حول الحفاظ على البيئة ليصبح أكثر شمولا، ليست مجرد قضية تتصل بصحة الأعضاء الأساسية كالرئتَين والقلب والقناةالهضمية بل أيضا لها تأثيرات عميقة على رؤيتنا للحياة نفسها وكيف نتواصل ونعمل ونحب العالم من حولنا.

#الخطيرة

12 Yorumlar