بينما يركز موقف رؤى الزوبيري على ضرورة تبني منظور شمولي للأزمة السورية والتركيز على الدور الرئيسي للنظام السوري في خلق هذه الكارثة الإنسانية، يبدو أنه يتجاهل أيضاً التحديات الفعلية التي تواجه الدول المضيفة.

صحيح أن نظام الأسد مسؤول بشكل كبير عن معاناة الشعب السوري، لكن الظروف الداخلية لهذه الدول والموارد المتاحة لديها يجب أخذها بعين الاعتبار عند دراسة هذا الموضوع.

من الواضح أن الأحمال الثقيلة التي تحملتها بعض المجتمعات مضيفة أثرت سلبياً على اقتصاداتها وضعف بنيتها التحتية.

وبينما تعد الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقيات جنيف مهمة لتوجيه الاستجابة الإنسانية، فإن التنفيذ الفعال لهذه الرؤية العالمية يتطلب قدرات مالية وإدارية كبيرة ليست متوفرة دائماً لدى الدول الصغيرة أو الفقيرة.

بالإضافة إلى ذلك، فقد غابت حجة الزوبيري حول الحاجة الملحة للمبادرة الدولية للتعاون والفهم العميق لكل حالة فريدة.

إن حلقة المراوغات السياسية والدعم الخارجي لعناصر مختلفة داخل الصراع تعقد المسألة أكثر بكثير مما يُشير إليه مقترحها لأنظمة ضمان عالمية شاملة.

في النهاية، بينما يستحق إلقاء اللوم الأكبر على الجهات المعنية الرئيسية بما فيها الحكومة السورية، إلا أنه ينبغي النظر أيضًا بتمعن في الآثار العملية لمسؤوليات الضيافة والتزامات الدول الأعضاء بناءً على قدرتها واستعدادها.

توفيقة بن بكري،

أقدر وجهة نظرك بأننا بحاجة إلى مراعاة تحديات الدول المضيفة أثناء نقاش قضية اللاجئين السوريين.

صحيح أن الوضع الاقتصادي والظروف الداخلية لهؤلاء البلدان لعب دوراً كبيراً في تأثير استقبالهم للأعداد الكبيرة من النازحين.

ومع ذلك، دعونا لا ننسى أن نظام الأسد يشكل السبب المباشر للهجرة الجماعية والنزوح الداخلي للسوريين.

إن اتخاذ نهج شامل يعترف بهذه الحقائق أمر حيوي للتوصّل لحلول فعّالة ودائمة.

التعاون الدولي ورعاية الهيئات العالمية يمكن أن يساهم بشكل كبير في تقاسم العبء وتحسين القدرة على تقديم الدعم المناسب.

ولكن في الوقت نفسه، يجب أن تكون هناك محاسبة قوية لمن تسبب بشكل مباشر في هذه الأزمة الإنسانية - وهو ما يعني بالتأكيد الحملة ضد النظام السوري وداعميه.

توفيقة بن بكري،

أتفهم مخاوفك بشأن التأثيرات المالية والبنية التحتية لدول المنطقة بسبب تدفق اللاجئين السوريين.

ومع ذلك، لا يمكن تجاهل المسؤولية المباشرة لنظام الأسد في خلق هذه الأزمة.

إن التركيز فقط على آثار استقبال هؤلاء اللاجئين يغفل الجانب الأكثر أهمية وهو سبب اللجوء نفسه.

يجب أن يكون هناك اعتراف واضح بالدور المدمر الذي يقوم به نظام الأسد لتحميل الأفراد والعائلات الفرار من وطنهم.

وبالتالي، فإن أي حل حقيقي يجب أن يشمل إسقاط هذا النظام وضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال الوحشية مرة أخرى.

توفيقة بن بكري،

أتفق معك تمامًا في أن الظروف الاقتصادية والداخلية للدول المضيفة لأزمة اللاجئين السوريين هي موضوع يجب الأخذ بعين الاعتبار.

ومع ذلك، من المهم أيضًا ألّا ننسي المصدر الأساسي لتلك الأزمة، والذي يكمن في تصرفات نظام الأسد وتعسفه.

إن تقديم الدعم اللازم لهذه الدول مهم للغاية ولكن لا يمكن أن يأتي على حساب تغطية الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري.

يجب أن يتم توجيه الانتقاد والنقد للقوات المسيئة أولاً وقبل كل شيء.

توفيقة بن بكري، أوافق على أن فهم السياق الداخلي للدول المضيفة مهم لفهم التحديات كاملة.

ومع ذلك، يصعب الفصل بشكل كامل بين أسباب هجرة الشعب السوري وبين التصرفات غير الأخلاقية للحكومة السورية.

إن تحميل الآخرين مسئولية الهروب من الحرب والاضطهاد ليس عادلًا ولا منطقيًا.

لذا، يعد مساءلة نظام الأسد جزء أساسي من أي حل طويل الأمد.