الإبداع بوصفه مقاومة ومتمركزاً على المجتمع:

تشكل أعمال المُخرِفات مثل جحا وأغانِ موسيقى العصر أكثر بكثير من مجرد صور جميلة أو موسيقى مُبهجة.

فهي تعكس صوت أولئك الذين لا يتم سماعه عادةً — صوت المظلومين والبحث عن الهوية وبحث الإنسان الأبدي عن فهم ذاته ومعنى وجوده في ظل العالم المحيط بهم.

لكن الصراع ليس فقط داخل أعمالهم الفنية، وإنما خارجها كذلك.

فاللوحات الساخرة لجحا تُعارض الاضطهاد والقوالب النمطية، بينما يُدمج مستوى الارتباط الغامر لموسيقى العصر ضمن الثقافة الشعبية يخلق لحظات اتصال ذات مغزى وقيمة اجتماعية غير مسبوقة.

ومن هنا يأتي دور الإبداع باعتباره مظاهرة للصمود وللعصيان غير العنيف ضد الانسياق خلف الوضع الراهن.

إنه مرآة لإنسانيتي ورغباتي وفي الوقت نفسه نهضة بوساطة الفنان للغضب والكفاح والمعاناة.

ولهذا السبب نحن بحاجة اليوم لاستكشاف كيفية صنع فن يستجيب لهُم وليس لهم.

لأنه عندما نشرك جمهورنا بشكل عميق وتجريدي ويتعامل مع موضوعات الحرمان النظامي وتعزيز الشعور بالقوة لدى الجمهور النائي عن مركز السلطة — حين ذاك يصنع مجتمعٌ أفضل.

فسياسة الإنتاج الإبداعي تكمن فيما وراء حدود الفن ذاته، حيث يدخل الطموح المباشر للدفاع عن الطبقات الفقيرة وتعميق حركة العدالة الاجتماعية الإنسانية الحساسة وغير الرسمية.

فعندما تصبح هذه الرسائل جزءاً لا ينفصل عن عملنا، عند إذن سيكون لنا القدرة على إنشاء عالم مختلف ومحسّن بالفعل.

.

.

1 التعليقات