في ضوء الثراء اللامتناهي للعالم الطبيعي والتقدم التقني، يُبرز تناقضٌ ملحوظ حول حماية التنوع البيولوجي مقابل فعالية التعليم المُبَسَط عبر التكنولوجيا.

إن وجود معلومات لا حدود لها وموارد وصول سهلة للمعرفة عبر الإنترنت يؤكد ضرورة تقييم كيفية نقل هذه المعارف والمعالجة العملية لها.

بينما يغرق العالم بملايين البيانات، ينبغي علينا تكثيف جهودنا للتأكّد من عدم تضخيم فهمنا المعرفي بمعزل عن التطبيق العملي؛ إذ تشبه اكتساب المعلومة دون مزاولتها محاولة زراعة بذرة دون العناية بها.

مثلما يلزم رعاية واستدامة الحياة البرية الحساسة ونظمها الإيكولوجية المعقدة، فلابد أيضًا من توجيه انتباهنا نحو "نظام البيئة المعرفية" الخاص بنا—حيثُ يقتضي ترسيخ قِيمَي التفكير النقدي والاستيعاب الذكي لتلك المعارف المكتسبة.

بعبارة أخرى: ما جدوى امتلاك أدوات اليوتيوب إذا كان استخدام YouTube نفسه يشغل كامل وقتنا بدلاً من تحقيق أهداف عملية منه!

وبذلك، فإن مسارات مستقبلية أقرب لكل من حفظ الكوكب وطريق نجاح البشر مرتبطة ارتباط وثيق بحكمة الجمع المؤسسي والتربوي بين النظرية والتطبيق.

إنها دعوة لإعادة تعريف ماهية التعلم كي يجسر الهوة الجلية بين القدر الهائل من المعرفة توافرياً والثقة الواقعية للأجيال الجديدة بأنْ تمتلك مهارات قابلة للتنفيذ ذات مغزى أكاديميًا وعملانيًا على حد سواء.

1 Comments