الرقابة الذكية: توازن مُجدَّد بين السرِّية والشفافية في زمن الابتكار الرقمي

مع التسابق العالمي نحو تحقيق تقدم تكنولوجي مذهل، تصبح مسألة حفظ سرية المعلومات العلمية والصناعية واستخدام الشفافية كمحفز للإبداع قضية ذات أهمية قصوى.

وفي حين يتم رفع شعار دعم حرية البحث والتطوير بشعار الشفافية، فإن خوف انتشار الأسرار التجارية والدفاع عن حقوق الملكية الفكرية يؤدي بدوره إلى الدعوة لإجراءات سرية صارمة.

لكن هل يوجد حل وسط منطقي ومثمر لهذه المعضلة الأخلاقية التقنية في عهد التقدم الثوري الحالي؟

بالنظر للحالة المثالية، يبدو أن أفضل نهج هو تبني نموذج رقابة ديناميكي - واحد يدعم الوصول المفتوح للمعارف التي تثري المجتمع والفائدة العامة بينما يقيد الكشف عن البيانات التجاريّة الحساسة والتي تستغل لفوائد خاصة فقط.

ينبع مثل هذا النهج المرونة من القدرة على اعتماد مستوى مناسب لكل حالة؛ بحيث ينظم التدفق الحر للعلم والمعرفة ويحميه وفقاً لمحتواه ونواتجه الحتمية لاحقاً.

يبرز هنا دور المجتمع الأكاديمي والإعلاميين والجهات الحكومية أيضاً باعتبارهم مراقبين نشطاء يعملون جنباً إليَ جنب لاستخلاص سياسيات منتظمة تضمن احترام جميع المصالح المرتبطة بالموضوع المطروح.

وبذلك، يكفل التعليم العمومي والشباب الواعد التصرف ضمن الحدود الجديدة المعدلة؛ لتجنب الانحراف السلبي المستقبلي الذي يأتي نتيجة الاستعمال الغير محسوب للعقل الجمعي المكشوف بلا ضوابط واضحة أمام الآخر المختلف.

ختام المقال بالإشارة إليها بطريقة موحية : «إذ فقد أصبح عندئذٍ حقٌ مشروع وجب تنفيذه بحرصه وإرشاداته…» وهو مرجع مباشر لما سبقه بقصد التشجيع والاستمرارية للبحث والنظر فيما بعدها وذلك عبر اقتراح مقاييس موضوعيه تراعي جوانب مختلفة كالخصوصية وحفظ الاسرار الاقتصاديه بالتزامن مع تشجيع الاجواء الحره لصناعة الاختراعات الجديده .

وهكذا يستقيم الاعتدال عقلا وعاطفه ، كما يكون راسخ القدم ثابت الخطى خلف ارض خصبة مثمرة طوال العمر !

1 Reacties