الوعي الذاتي كقوة ثالثة: تحديث نفسك وفهم العالم عبر الفن والأدب والفتاوى.

يتناول كل من منشوراتنا السابقين كيفية التعامل مع تأثيرات الترفيه والمحتوى بثقة ومسؤولية، فضلاً عن طرق توسيع آفاق الفتوى لتلائم احتياجات عصرنا المتغير.

ومع وجود هذا الإطار، دعونا نلاحظ أن هناك وسيلة أخرى لاتخاذ قرارات مدروسة تتمحور حول الذات وتوسعة العقل: التعليم الذاتي من خلال الأدب والفلسفة والفن.

بالرغم من أن الترفيه والثقافة الشعبية قد تحمل مخاطر واضحة، إلا أنها توفر أيضا فرصا للتعلم واكتشاف وجهات نظر مغايرة.

وبالمثل، وإن كان مجال ديننا أقل قابلية للتحوير الظاهر مقارنة ببعض أشكال الترفيه، فإن قراءة التاريخ الإسلامي والأعمال الفكرية ذات الطابع الديني يمكن أن تساعد في منح رؤية أعمق للسياقات المختلفة والأبعاد الأخلاقية لهذا الدين الواسع.

بهذه الروح، يأتي دور الفنان والأديب والباحث الديني كمصدر إلهام ولغة مشتركة تجمع بين مختلف جوانب حياتنا.

إن فن كتابة القصائد الشعرية وغناء الألحان الجميلة وصياغة الأقاويل الرنانة - فهي أكثر من مجرد وسائل تسلية؛ ففي داخلها يمكن إيجاد دروسه ودلالاته عميقة التغلغل والنابعة بشكل أصيل وكما وصف سابقًا "الصانعين يؤثرُون".

بالإضافة لذلك، فالقصص المؤلمة والملهمة الموجودة داخل كتب التاريخ والفقه تُمثل أيضًا استعارةٍ للحياة البشرية وفي الوقت نفسه دليلٌ لفهم حدود الإنسان وطاقاته الخلاقة بلا حدود تقريبا.

وفي نهاية المطاف، عندما يتم النظر إليها جميعها كنظم معرفية مستقلة ولكنه مرتبطة بقوة فيما بينهما، تتضح الصورة لما يسميه البعض بالحكمة الشخصية وهو عملية تعلم فردية تهدف لعلاج الثغرات الناجمة عن عدم فهم ذات الشخص ومن ثم القدرة على اتخاذ خيارات أفضل تقوده نحو تحقيق سعادة حياة كاملة ومتوازنة ضمن الضوابط المفاهيمة لقواعد وشرائع دينه وإتباع منهاجه الرباني برفقة زمام مصالح الحياة الأخرى المحضورة شرعا بشرطه الخاص بكل شخص حسب حالاته وظروف بيئته المباشره والتي لا تنسي أبدا واجبات المواطن المسلم تجاه مجتمعه ومحيطه العمومي العام وكذلك مسؤوليته السياسية والإنسانية الفرديه تجاه اخوانه واقربائه المقربيين منه والمحيط بهم.

#نكون #سيكون