الدقة بين الديمومة والتجدد: نحو ثقافة قائمة على القيمة والثبات

ربما لا يتعلق الأمر بنقص في الإبداع بقدر ما يعبر عن تحول في فهم قيمة الأعمال الأدبية والثقافية؛ فالقبول الواسع للمحتويات "الخفيفة" قد يكون رد فعل للم темпо الحياتي المضطرب والسريع.

لكن، بدلاً من اعتبار ذلك انحدارًا ثقافيًا، دعونا نفكر فيه كفرصة لتغيير الأولويات وإعادة تعريف المعنى.

فالأعمال الكلاسيكية ليست الوحيدة المؤهلة لأن تكون رمزاً للتقدم البشري والفكري.

إن القدرة الاستثنائية للإنسان تكمن في خوض تجارب متنوعة ومن ثم خلق أشكال جديدة من الفن ورواية القصص تناسب عصره الخاص.

لذلك ينبغي أن يكون هدفنا ليس وقف التغير بل توجيه مساره لصالح تحقيق عمق أكبر وصدق أكثر ضمن مُختلف أنواع الوسائل الحديثة.

قد تبدو الأصوات الرنانة غائبة الآن بسبب الضوضاء المنتشرة عبر الإنترنت، ولكنه أيضاً الفرصة المثالية لاستخدام قوة الشبكات الاجتماعية لتحفيز المناقشة والمشاركة حول الموضوعات الجديرة بالتأمّل - حتى لو كانت تلك المحادثات نادرة نسبياً مقارنة بمواضيع أخرى.

كل شكل فني ذي معنى وجد جمهوره ومكانته سواء تم تصنيفه تاريخياً كـ«العظيم» أو لا .

إن الخطوة الأولى نحو تنمية ثقافتنا هي الاعتراف بأن هناك حاجة متنامية للاستثمار الزمني والجهد الذهني لفهم وفعل شيء ذا مغزى ومعناه.

وذلك يشمل اكتشاف طرق مبتكرة لعرض معرفتنا وثقافتنا للعالم الحديث والحفاظ عليها وعلى رياديتها الروحية والمعرفية جنباً إلى جنب مع احترام الماضي واحتفالهِ بمشاعر الولاء له.

وبالتالي فإن أهم عامل هنا يكمن فيما إذا كان بإمكاننا تثبيت هياكل وأطر لدعم ودفع إنتاج ونشر مواد ذات جوهر نبيل بالحكمة والقيمة الأخلاقية المشتركة بين مختلف المجتمعات والثقافات البشرية .

#المزدحم #автомеханика