في ضوء التحول الحالي لدور الذكاء الاصطناعي في قطاعَي الرعاية الصحية والتعليم، يبدو أنه آن الأوان لأن نعترف بقيمة التآزر بين التقدم التقني والحكمة الإنسانية.

بينما يُبرز الذكاء الاصطناعي القدرة على جمع وتداول معلومات كبيرة ودقيقة بسرعة عالية، فهو محدود في فهم السياقات المعقدة، والقيم المشتركة، والإبداع الفردي التي تزدهر بها التجربة الإنسانية.

ومن هذا المنطلق، ينبغي لنا أن نبادر إلى إنشاء مبادئ توجيهية أخلاقية تحدد حدود استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي وضمان عدم استغلالها لتحقيق مصالح فردية على حساب الرفاه العام.

وفي سياق الرعاية الصحية، قد يستوجب ذلك احترام الاختلافات الثقافية والوصول المكافئ للجميع بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي أو مكانتهم الاجتماعية.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال تثقيف المهنيين الصحيين على قبول وجهة النظر متعددة الأوجه وإنشاء بروتوكولات واضحة لمنع الانحيازات أثناء تشغيل ذكاء اصطناعي يحلل بيانات المرضى.

ويتعين على نظام التعليم أيضاً اتخاذ خطوات لحفظ الهوية الإنسانية في عصر رقمنة التدريس والتعلم.

ويجب ألّا يغفل الأساتذة دورهم الهام كملهم وموجه للتفكير الناقد لدى تلامذتهم بل عليهم تعزيز مهارات حل المشاكل واتخاذ القرار لديهم بالإضافة إلى غرس القيم الدينية والأخلاقية في اعتقادهم الراسخ بوحدانية خالق العالم.

فعلى الرغم من كون برمجة آلات الذكاء الاصطناعي ممكنة للتفاعل اللغوي وتعليم المهارات الأولية إلا أنها بالكاد تستطيع خلق مشاعر الاحترام المتبادل والتسامح تجاه الآخر المختلف عنها دينياً وفكرياً ومعنوياً وهو ما يفوق مدى قدرتِها بكثيرٍ عن مجالها المعرفِيِّ المطَّبق حالياً .

لذلك فإننا نشدد مجدداًَعلى ضرورة توازن جهود التعليم باستخدام الوسائل التقنية بما يتماشى بشكل كامل مع مرتكزاته وقيمه الإسلامية أصيلة حيث تقوم رسالة تلك المؤسسات بتأسيس جيل مؤمن ملتزم بخالق الأرض والسماء ويعي دوره كمسؤول فعال ضمن مجتمعه المحلي والعالمي الواسع أيضا.

1 Yorumlar