يتساءل الكثير من الشباب حول أهمية اختيار زوجة تجمع بين الجمال والدين. وفقاً للشريعة الإسلامية، يجب مراعاة عدة جوانب عند البحث عن شريكة الحياة المناسبة. بينما يعد الجمال عاملاً مهمّاً، إلا أنه ليس المعيار الوحيد. فالهدف الرئيسي من الزواج هو تحقيق العفة وضمان حياة سعيدة قائمة على المودة والتعاون.
يؤكد علماء الدين الإسلامي على أهمية حسن الاختيار عند الخطوبة. حيث يمكن للنظر إلى المخطوبة قبل الزواج أن يقوي الرابطة ويعزز التفاهم والحب بين الزوجين. لذلك، يأتي الجمال كإحدى الصفات المرغوبة والتي تساهم في تعزيز الاستقرار النفسي والعاطفي داخل الأسرة الجديدة.
يشدد العديد من الفقهاء مثل الإمام البهوتي وابن باز رحمهما الله على ضرورة البدء بسؤال أهل الفتاة عن جمالها قبل التركيز على دينها وخلقها. ولكن هذا لا يعني مطلقاً أن الجمال يجب أن يكون شرطاً أساسياً أو راهناً فوق كل اعتبار آخر. بل يجب أن يكون وجوده مناسباً ومعقولاً بالنسبة لرغبات الشخص وطموحاته. كما ينصح الشيخ ابن باز بأن "الدين والخلق هما الأصل"، مما يشير إلى أن الأخلاق الحميدة والإيمان عميقان هما الأكثر أهمية في اختيارات الحياة الزوجية الناجحة.
وفي النهاية، يشدد المفتي على ضرورة توازن الرغبات الشخصية أثناء عملية القرار هذه؛ إذ قد يؤدي الانغماس الكلي في جاذبية الشكل الخارجي إلى تجاهل عوامل أخرى مهمة مثل الدين والأخلاقيّة والتوافق النفسي. وبالتالي، تنصح الفتاوى بالبحث عن صفات مشتركة تتضمن الاعتبار لكل جانب بدقة وعدالة. وهذا النهج المتوازن سيؤدي بإذن الله إلى بناء علاقة زواج قوية وسعيدة مبنية على الاحترام المتبادل والثقة والدعم الروحي والعاطفي الدائم.