الحمد لله، لا تجب الطهارة في الأذان، لكن يُستحب أن يكون المؤذن متوضئًا من الحدث الأصغر والجنابة. هذا ما ورد في حديث ضعيف رواه الترمذي (147)، حيث قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (1/ 248): "المستحب للمؤذن أن يكون متطهراً من الحدث الأصغر والجنابة جميعاً".
وعلى الرغم من ذلك، يصح أذان الجنب، لكن الأفضل أن يكون متطهراً من الحدثين جميعاً، كما أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء. ومع ذلك، يحرم على الجنب البقاء في المسجد، إلا إذا احتاج لذلك للأذان أو لغيره، فيتوضأ ودخل.
وفي حالة نسيان المؤذن جنابته أثناء الأذان، فلا شيء عليه، لأنه معذور بنسيانه، كما قال الله تعالى: "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا". وقد روى مسلم (126) عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال: "قد فعلت"، أي أن الله تعالى قد تجاوز عن الناسي والمخطئ.
وبالتالي، إذا أذن شخص لصلاة الفجر وهو جنب ونسي ذلك حتى انتهى من الأذان، ثم عاد إلى المنزل واغتسل وعاد وأقام الصلاة وهو طاهر، فلا حرج عليه. ومع ذلك، يجب عليه أن يتجنب دخول المسجد وهو جنب. والله أعلم.