إذا رفضت المرأة قبول عرض زواج شخص خاطبها وأعطاها هدايا بهدف الزواج منها لاحقاً، فللحبيب الحق في استعادة تلك الهدايا وفقاً للقانون الإسلامي. يشرح الشيخ ابن تيمية رحمه الله في "الفتاوى الكبرى": "ولو كانت الهدية قبل العقد وقد وعدوه بالنكاح فزوجوا غيره رجع بها". يؤكد المرداوي أيضاً هذه النقطة قائلاً: "هذا مما ليس فيه شك".
ووفقاً للعالم الزركشي الشافعي، يُعتبر تقديم الهدايا مبنيّاً على توقعات الزوج المستقبلي؛ بالتالي، عند عدم إبرام عقد النكاح، يمكن للحبيب المطالبة بإعادة الهدايا. أما بشأن الأشياء التي تم استخدامها أو خسارتها خلال فترة الخطوبة، فتُعيد صاحبتها بدلها أو قيمتها السوقية وقت الاستهلاك. مثال ذلك، حسب العلامة الجمل الشافعي، حيث يتم إعادة البديل إذا ظل الشيء موجوداً أو تسدد قيمته نقدياً عندما يكون قد تلف.
من الجدير بالذكر هنا أن التواصل بين الخاطبين كمجموعة وليس بشكل فردي فردي أمر مستحب دينياً حتى نهاية عملية المقايضة الرسمية لعرض الزواج. بالإضافة لذلك, تجدر الإشارة إلى محدودية التعاملات الشخصية فيما بينهما مثل المواعدة الخاصة والمصافحة والخروجات المشتركه خارج نطاق المجتمع المحلي. إنها توصيات مهمة لحماية حقوق الجميع ومعاملة الجميع بكل احترام وكرامة طبقا لتعاليم الدين الاسلامي.
