في موضوع دعاء "سبحان ربي الأعلى"، الذي يتم أثناء الصلاة، تحديداً بين السجدتين، يوجد اختلاف بين الآراء الإسلامية حول طبيعته. وفقاً للمصادر الدينية، يُعد هذا الدعاء أحد سنن الصلاة التي ثبتت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك، فإن البعض من أهل العلم كالفقهاء الحنابلة رأوا أنه واجب.
الحجة الرئيسية لهذا الرأي هي مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرة على أدائه خلال صلاته. إذا نظرنا إلى باقي أفعال الصلاة، نلاحظ أنها تتضمن دائماً ذكراً لله تعالى - وهي أعمال تُعتبر إما فرضية أو واجباً. وبالتالي، يمكن اعتبار هذا النوع من الذكر جزءاً أساسياً من الصلاة، حتى لو لم يكن محصورا تحت مصطلح "الفرض".
لكن يجب التوضيح هنا أن الاستحباب هو وجهة النظر الأكثر شيوعاً والمقبولة لدى العديد من العلماء. وذلك يعود غياب الأدلة القطعية التي تشير بشكل واضح إلى وجوب هذا الجزء من الصلاة. ومع ذلك، فإن الاختلافات الطفيفة في فهم طبيعة الأعمال داخل الصلاة ليست بحجم كبير بما يكفي لتسبب الانشقاق بين صفوف المجتمع الإسلامي.
بالعودة إلى الجزئيات العملية، فإن الفرض يشمل مجموعة خاصة من المتطلبات المختلفة عن الواجب. الفرض لا يمكن تركه سواء عمداً أو بسبب الخطأ، بينما الواجب قد يتم تجاهله عرضياً ويمكن تعويضه عبر سجود السهو. بناءً على هذا التفريق التقليدي في المصطلحات الفقهية، يصبح الأمر أكثر وضوحاً.
بشكل عام، بغض النظر عن تصنيفك الشخصي لهذه المسألة، يبقى هدفك الرئيسي ثابت: تقديم أفضل خدمة ممكنة لصحتك الروحية والخلوية مع الله عز وجل.