في الإسلام، يؤمن المسلمون بأن الله -تعالى- هو المصدر النهائي للعدل والحكمة. عندما نتحدث عن قضية دخول الأطفال إلى الجنة بدون حساب، يجب أن نفهم أنها جزء أساسي من عقيدتنا. أولاً، نعلم جميعاً أن الله هو الأكثر رحمة ورعاية لعباده. إنه لا ظلم ولا ضرر يناله عباده على الإطلاق. هذا ليس فقط لأننا نقرأ ذلك في القرآن الكريم، ولكن أيضاً لأننا نؤمن بحقيقة أن حكمته وعلمه المطلق هما أساس كل تصرفاته.
ثانياً، البشر لا يستطيعون تحدي أو اقتراح بدائل لأوامر الله أو حدوده. نحن ملزمون بالاعتراف بكامل العدالة والحكمة في قراراته. في الواقع، أي اعتراض على أحكام الله يعد مخالفاً للإسلام الصحيح. يقول القرآن الكريم "وهُم مُسالون" (الأعراف: 187)، مما يعني أننا سنُسأل عن أفعالنا يوم القيامة وليس الله سبحانه وتعالى.
بالنظر إلى حالة الموت المبكر للأطفال، فإن منطق التكليف يأتي من العمر البالغ. وفقاً للسنة النبوية، رفع القلم عن ثلاثة أنواع من الأشخاص: النائم حتى يستيقظ، والمبتلى حتى يشفى منه المرض، والصبي حتى ينمو ويصبح قادرًا على الفهم والتفاعل مع العالم. لذلك، إذا توفي طفل قبل بلوغه مرحلة المسؤولية الروحية والمعرفية، فلا يوجد مجال للحساب لأنه لم يكن مسؤولاً أثناء حياته الأرضية.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم طبيعة كون الأطفال تابعين لآبائهم في فهم هذه المسألة أيضًا. حسب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، "ما من مولود إلا يولَد على الفطرة"، فهذه الحالة الطبيعية هي دلالة على دين الله الأصلي الذي خلقه الإنسان عليه والذي لا يمكن تغييره. وإذا كان الوالدين مسلمين، فهناك افتراض بأنهما سيوجهان طفلهما نحو الدين بشكل طبيعي. بالتالي، يمكن اعتبار ذلك إحدى الكرامات تجاه آباء هؤلاء الأطفال الذين فقدوا أبناءهم مبكرًا. إنها أيضا وسيلة لإظهار الرحمة والمشاعر الطيبة لهم وسط الألم والخسارة.
هذه مجرد بعض التفسيرات المحتملة لحكمة الله فيما يتعلق بهذا الموضوع المعقد والمعقد للغاية بالنسبة لنا كمخلوقات بشرية محدودة القدرة والفهم. ومع ذلك، يبقى الثابت أنه بغض النظر عن مدى صعوبة فهمنا لهذه الأمور، فإننا نهتدي دائما بإرشادات القرآن والسنة النبوية لنستشعر جمال وفطرة عدل الخالق سبحانه وتعالى وكيف أنها تتناسب تماما مع تعاليمه الربانية المقدسة.