الحكمة من صلاة الضحى وتفضيلها متعددة وفقا للحديث النبوي، حيث أكدت العديد من الروايات أهميتها العظيمة ومكانتها الخاصة عند الله تعالى. يقول أبو ذر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشرنا بأن كل طاعة صغيرة يمكن اعتباره صدقة، بما فيها التسبيح والتكبير وغير ذلك، وأن صلاة الضحى تعد من أفضل هذه الأعمال الطيبة التي تكفي عن الصدقات الأخرى. وبالتالي فهي طريقة رائعة للحصول على مزايا عظيمة في الدنيا والآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
ومن الثمار المباركة لهذه السنة العملية الكريمة توصية الخليل أبي هريرة رضي الله عنه لأتباعه بثلاثة أركان أساسية لن يؤثر عنها حتى يسلم روحه إلى بارئه الكريم: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الفجر والجماعة، وأداء الوتر قبل النوم. وهذه الأفعال ليست مجرد عبادة فردية ولكنها تعكس عمق الإيمان بالله سبحانه وتعالى واحتراماً لدينه عز وجل.
وفي حديث آخر ينقل لنا الصحابي الجليل أبو الدرداء رأي الرسول صلى الله عليه وسلم حول أداء عدد معين من الركعات في وقت مبكر من النهار لتكون كافيا للمؤمن خلال يوم كامل وأنه يجب عدم إهماله تحت أي ظرف كان. ومن ثم فقد برع بعض الأفراد الذين امتثلوا لهذا التعليم بإقامة رباعية إنطلاقا من بدء نهار جديد مما جعلهم يستحقون ثناء وحماية خاصتين من الرب الرحيم حسب الحديث نفسه الذي صححه علماء الدين مثل الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
كما انضم إليه انس بن مالك رضوان الله عنه بتقديم شرح لحقيقة هذا الوقت الذهبي قائلا "أن الشخص اذا اصطف للاستقبال المشترك باكرا وفي نفس اللحظة ذكر اسم الله جل وعلا مستمرا بذلك الى ظهور أشعة الشمس قبل ادائه فرضيتين أخرتين فإن جزائهما سيكون مكافئة كبيرة كتلك المتحققه لدى المؤدي لفريضة الحج والعمرة مجتمعتين". وهذا النوع الخاص من التعبد يجسد إيمان القلب ويظهر تقديس الذات أمام القادر القدير.
ختاماً، فهو ليس فقط ضرورياً ولكن أيضا موصى به بشدة لمن يرغب بالحصول على خير كبير ورزق وفير بالإضافة لإظهار اخلاصه واخلاص نيته تجاه مولاه العزيز المجيد. فعندما ندخل عالم البركات المحاطة بصلاة الضحى لا نتوقع الا الخير بعونه وتأييده آمين يا رب العالمين!