• صاحب المنشور: شريفة بن مبارك
  
  ملخص النقاش:
  أصبحت العلاقة بين التكنولوجيا والفن أكثر تعقيداً وترابطاً مع مرور الوقت. هذه العلاقة المتشابكة ليست مجرد استخدام أدوات التقنية لإنشاء الأعمال الفنية، بل هي أيضًا استكشاف كيفية تغيير الفن والتعبير عنه باستخدام الوسائط الجديدة التي توفرها التكنولوجيا. يمكن النظر إلى هذا التداخل من عدة زوايا مختلفة.

الرسم الرقمي: ثورة جديدة في عالم الفن

في السابق، كان الفنانون يستخدمون الأقلام والألوان على الورق أو القماش لخلق أعمالهم الفنية. اليوم، يمتلك العديد منهم أقلام رقمية وأجهزة لوحية تعمل باللمس مثل Apple Pencil أو Wacom Cintiq. تسمح هذه الأدوات بفروق دقيقة ومفصلة غير ممكنة بتقنيات الرسم التقليدية. بالإضافة لذلك، فإن القدرة على حفظ العمل وإعادة تعديله تعد فائدة كبيرة لم يكن متاحة قبل ظهور الرسومات الرقمية.

المنشآت الحاسوبية: فن ثلاثي الأبعاد غامر

مع تقدم تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، أصبح بإمكان الفنانين إنشاء منحوتات وكائنات افتراضية يمكن التنقل حولها والاستمتاع بها بأبعاد ثلاثية كاملة. مثلاً، مشروع "Floating Points" للفنان ديفيد كلايتون حيث يقوم بترجمة البيانات المالية المجردة إلى تركيب صوتي بصري جذاب للغاية. هنا، تتجاوز الحدود بين الصناعة والمجال الجمالي لتبرز جمالية فريدة خاصة بالتكنولوجيا الحديثة.

الذكاء الاصطناعي والإبداع البشري: شراكة أم منافسة؟

تثير مساهمات الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الفني تساؤلات بشأن دور الإنسان كفنان رئيسي. هناك حالات مشهورة حققت نجاحًا تجاريًا كبيرًا؛ كالأعمال التي قام بها برنامج توليد الصور الذكي DALL-E2 والتي تمثل صور حقيقية لكنها خيالية تمامًا! ولكن هل يمكن اعتبار هذه الأشعار "عمل فني"? وماذا يعني ذلك بالنسبة للمستقبل؟ إنها نقاش مستمر حول ماهية الفن والأصالة الإنسانية وعملية الخلق نفسها.

هذه بعض الأمثلة لكيفية تأثير التطور التكنولوجي على القطاع الفني والعكس صحيح كذلك; كيف يستلهم الفن تطورات التكنولوجيا ويحولها لإحداث تأثيرات جمالية مذهلة للعين البشرية. إن المستقبل يحمل المزيد من الفرص للإبداعات المشتركة بين الفنانين وروبوتات التعلم الآلي!