في هذه السلسلة سأحكي لكم قصة رواها لي صديقي في رحلته الماليزية والتي قال له فيها السائق:
#الحج ليس من أفعال الدنيا..
بل هو رحلة من نعيم الجنة!
قال لي صديقي:
قبل أعوام..
كنت وحيدا في بينانج الاستوائية، في ماليزيا.
أؤنس نفسي بركوب سيارات الأجرة وتطبيقات التوصيل، ومسامرة السائقين
ذات صباح تحت زخات المطر
وبعد تناول وجبة إفطار شرق آسيوية أتجرعها ولا أكاد أسيغها
وككل صباح طوال رحلتي
أخرج بلا خطة ولا وجهة،تاركا العنان لمن سأركب معه
طلبت خدمة توصيل
مثل:كريم اسمها grap
وصل سائق هندي السحنة، ماليزي الجنسية..
-والهنود أحد الأعراق الثلاث الكبرى في المكون الماليزي
إضافة للملايو والصينيين-
ما علينا..
سألني إلى أين..فقلت إلى حيث تنصح..
وانطلق المشوار..وبدأت"السواليف"
ماليزي هندي مسلم،
الكليشة المعتادة في ديباجة الحوار
أنا:هل تعمل في شيء آخر غير التوصيل؟
-نعم، أعمل في محل أثاث، وأنت من أين جئت؟
-من السعودية
من مكة؟
-لا قريب منها من جدة..الخ
توقعت -طبعا- الحديث المعتاد عن الشوق لمكة ورغبة الحج وما إلى ذلك..
لكنه ابتدرني بقوله: الحج
ليس من أفعال الدنيا
بل هو رحلة من نعيم الجنة!
سألته مستغربا،لأنه شاب صغير أعرف أن الحج على مثله عسير:
أنت حججت؟
يسجلون في قوائم طويلة وينتظرون السنوات ذات العدد حتى يأتيهم الدور
وقد شاب شعرهم ووهنت قوتهم.. ويجمعون لمثل هذا الموسم ويدخرون طوال عمرهم..
يقولون: لبيك اللهم لبيك
بلسان حالهم ومقالهم..
قال: نعم حججت قبل ٣ اعوام انا وزوجتي،
-فقلت: ماشاء الله، "مقدم من فترة شكلك.."
-لا ، بالنظام وقوائم الانتظار المفروض حجتي مع دفعة بعد حوالي ١٠ أعوام..