الحكم الشرعي بشأن صحة الطواف عندما يحدث الشخص خلال أدائه لطواف الإفاضة وتوجه للدورة للحمام قبل إتمام كافة الأشواط متروك لرؤية العلماء. الجمهور منهم يرى أن للطهارة أهمية كبيرة لقبول الطواف، بينما هناك رأي يقول بإمكانية بناء ما تبقى من الطواف على الجزء المكتمل حتى لو حدث فصل زمني قصير بسبب الذهاب لدورة المياه والتوضّأ لاحقاً.
بناءً على أقوال علمائكم المحترمين، مثل فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز وفقه الله رحمة واسعة، وصاحب الفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين أسأل الله له المغفرة والمكان الأعلى، يؤكدون على ضرورة اعتبار الحدث مانعا لاستمرارية الطواف تمامًا كما يحدث في الصلوات حيث يجب التوقف وإعادة الطهارة والاستئناف من البداية إن تطاول ذلك الوقت الذي قضيه فيما سواه عن محيط المسجد الحرام.
وعليه، فإن حكم حالتك الخاصة تعتمد بشكل رئيسي على طول فترة غيابك للاستعداد للتطهر. إذ خلُص الخطباء الكبار إلى التالي: إذا كانت فترة انقطاعك طويلة نسبياً -سواء كان ذلك لحاجة ملحة متعلقة بالحالة الشخصية لأسباب صحية مثلاً- فإن إعادة بدء الطواف هي الواجب القانوني الديني المطروح أمامك حالياً. بخلاف الأمر حين يكون الانقطاع مؤقت ومباشراً مما يعني قدرتك البدائية على مواصلة الخطوات الثمانية الأصلية للطواف وفق العدد السابق لها ضمن نفس الفترة الزمنية العامة للإنجاز الآتي بمجموع ثمان مرات حول بيت الله الحرام واحداً منها نحو جبل الصفا والأخرى تجاه جبل المروة حسب تعليمات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. نسأل الله تعالى قبول أعمال الجميع إنه سميع مجيب الدعوات كريم الغفران للعاصين المتحققين بالتوبة النصوح.