في الإسلام، حق الزواج هو علاقة متوازنة يقوم فيها كل طرف بدوره وفقاً لما فرضه الدين والعرف الاجتماعي. بالنسبة لحقوق المرأة المالية داخل هذه العلاقة، فإن الزوج ملزم بتوفير المؤونة والضروريات اللازمة لعيشها الكريم. ومع ذلك، قد تتساءلين عما إذا كانت لديك حقوق محددة للحصول على مصروف شهري مستقل خاصة بكِ، خاصة وأنتِ لا تمتلكين مصدر دخلك الخاص.
الحقيقة هي أن القانون الإسلامي يدعو إلى الرحمة والتسامح بين الزوجين. إن نفقة الزوجة واجبة على زوجها حسب القدر الذي يمكنه توفيره دون تعسف أو مشقة شديدة عليه. وهذا يعني أنه يجب على الزوج تقديم مستوى معيشي مناسب لزوجته بما يكفل احتياجاتها اليومية ومتطلباتها الأساسية ضمن حدود طاقته المالية.
ومع ذلك، فإن إعطاء مبلغ خاص ومحدد كمصاريف شخصية للزوجة تعتبر هدية وليست ملزمة دينياً. حيث يقول الحديث الشريف "إذا أنفق الرجل على أهل بيته نفقات وهو يبتغي بها وجه الله كتبت له صدقة" مما يشجع الرجال على الإنفاق بحسن نية لإرضاء الرب سبحانه وتعالى وليس لفرض واجبات قانونية. كما أكدت أحاديث أخرى أهمية مساعدة الزوج لأسرته ودعم أولاده بشكل عام حتى وإن كانوا صغاراً.
على الرغم من عدم وجود حكم قطعي بشأن ضرورة منح مصروف شخصي ثابت للزوجة، إلا أنها تبقى دعوة للمساواة الاجتماعية والعدالة الاقتصادية داخل الأسرة المسلمة. فالذكاء والاستقرار المنزلي غالبًا ما يكونان نتيجة لتجديد الروابط الإنسانية والمادية المشتركة بين الطرفين. لذلك، عندما يتمتع الرجل بموارد مادية جيدة، فإنه يستحب منه مشاركتها برفق وحكمة لتحقيق أفضل العلاقات الأسرية وتحسين الظروف المعيشية للعائلة برمتها. وفي النهاية، يأتي الثواب والأجر الأكبر بإراقة المال في سبيل الله عز وجل سواء كان ذلك عبر تلبية الاحتياجات المنزلية الفورية أو دعم الأعمال الخيرية العامة.