- صاحب المنشور: زهور الأنصاري
ملخص النقاش:
مع تزايد الاعتماد على الأجهزة الرقمية والإنترنت في حياتنا اليومية، يتعرض الشباب العربي لآثار متعددة على صحتهم النفسية. هذه الأدوات التي كانت تُعتبر وسيلة لتسهيل الحياة وتوفير المعلومات قد تحولت إلى مصدر قلق وصراع داخلي لدى الكثيرين. يسلط هذا المقال الضوء على كيفية تأثير التكنولوجيا على الصحة العقلية للشباب في العالم العربي، وكيف يمكن التعامل مع تلك الآثار المحتملة.
الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا:
يبلغ استخدام الإنترنت والشاشات الذكية بين الشباب العربي معدلات عالية جدًا. وفقًا لإحصاءات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، فإن 76% من الشباب العرب يستخدمون الإنترنت بشكل منتظم. يعكس هذا الإقبال الكبير حاجة واضحة للمعلومات والتواصل الاجتماعي والاستمتاع بالوسائل الترفيهية المتاحة عبر الشبكة العنكبوتية. إلا أن الجانب السلبي لهذا الاستخدام المكثف هو أنه يؤدي غالبًا إلى زيادة الضغط النفسي والإجهاد العقلي.
القلق الاجتماعي والتفاعل الافتراضي:
أظهرت الدراسات الحديثة ارتباط كبير بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبين مشاعر القلق الاجتماعي والوحدة الحقيقية. يشعر العديد من المستخدمين بأنهم مضطرون لمواكبة الصور المثالية والمشاركات الجذابة لزملائهم مما يؤدي لدورات مستمرة من المقارنة الذاتية وعدم الرضا. بالإضافة لذلك, ينشأ شعور الوحدة رغم وجود الاتصال المستمر بسبب عدم قدرة المرء على تحديد الفرق الواضح بين الواقع الافتراضي والحقيقة الفعلية.
إدمان الهاتف المحمول ومشاكل النوم:
إدمان الهواتف الذكية أصبح ظاهرة شائعة خاصة عند فئة الشباب. يعمل البريق المنبعث منها كمحفز طبيعي للحفاظ على اليقظة وهو ما يعيق القدرة الطبيعية للإنسان للنوم. نتيجة لهذا الوضع فقدان ساعات نوم هامة تساهم بصورة كبيرة بتفاقم المشاكل الصحية الأخرى مثل الاكتئاب والأرق. كما أنه يفقد الأفراد فرصة هادئة للاسترخاء أو التأمل والتي تعد ضرورية لحفظ توازن الحالة النفسية العامة.
تشخيص "الفOMO" - الخوف من تفويت شيء ما:
يمكن تعريف "الفOMO"، وهي اختصار لعبارة "Fear Of Missing Out", بأنها حالة نفسية تتضمن الشعور الدائم بخيبة أمل بسبب عدم اطلاع الشخص بالأحداث والمغامرات التي تمر بها أقرانه عبر وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة. وهذا الشكل الناشئ حديثاً من المخاوف الاجتماعية يغذي دوراً مدمراً حيث يحول التركيز بعيدا عما يحدث حالياً نحو تكهناته حول حظوظ غير محسومة للأمور المرتبطة بمستخدميه الآخرين.
الحلول المقترحة لتحسين الصحّة العقلية:
1- وضع حدود زمنية لاستخدام التكنولوجيا: إن اتخاذ قرار تقسيم الوقت حسب الأولويات سيكون خطوة فعالة باتجاه تخفيف الوزن الزائد الذي تمارسه التكنولوجيا على حياة الأشخاص. 2- تعزيز العلاقات الشخصية: بناء شبكة اجتماعيات شخصية تتميز بالتواصل المباشر يوفر دعماً أفضل مقارنة بالمشاركة الرمزية ضمن فضاء رقمي واسع