شركة ‘‘نستله‘‘ في فضيحة مدوية كُشف النقاب عنها حديثًا..تضع السكّر في حليب الأطفال والسيريلاك الذي يُ

شركة ‘‘نستله‘‘ في فضيحة مدوية كُشف النقاب عنها حديثًا..تضع السكّر في حليب الأطفال والسيريلاك الذي يُباع للأطفال الفقراء في العالم الثالث..بينما في الأ

شركة ‘‘نستله‘‘ في فضيحة مدوية كُشف النقاب عنها حديثًا..تضع السكّر في حليب الأطفال والسيريلاك الذي يُباع للأطفال الفقراء في العالم الثالث..بينما في الأسواق الأوروبية لا تستخدم السكر حفاظًا على صحة الأطفال الأوروبيين..سأحكي لك في السطور التالية..كيف يُدمّر الرجل الأبيض صحة أطفال الفقراء ويسرق ثرواتهم بطريقة شيطانية..من أين نبدأ؟..أكيد ألمانيا..

ألمانيا ابتكرت لعبة دنيئة جدًا..هي بلد منتج للقمح، لكن لديها فائض محلي كبير جدًا يقارب (40%) وترغب في فتح أسواق جديدة لصادراتها..ماذا تفعل؟..تدعم المنتج المحلي بشكل كبير، فيصبح سعره أكثر تنافسية في الأسواق العالمية عند التصدير..يعني لو تكلفته على الفلاح الألماني مثلًا 1000 يورو في الفدان..يستطيع بيعه في الخارج بعد دعم الحكومة الألمانية ويصبح ثمنه 500 يورو..إلى من تبيعه ألمانيا؟..لدول إفريقيا التي ترتفع فيها أسعار المواد الزراعية من سماد وخلافه..ف سعر القمح السنغالي مثلًا للفدان مثلًا يكون 1500 يورو..

من يكسب إذن عند المستهلك السنغالي؟..أكيد القمح الألماني..وبالتالي دمرت ألمانيا زراعة القمح تمامًا في السنغال لصالح منتجها المحلي..وياليتها تقف عند تلك النقطة..لأ..القمح الألماني المُباع للسنغال يكون من الأسوأ بعد خلطه بمواد أخرى ومليء بالحشرات نتيجة لسوء التخزين..وتدفع الحكومة الألمانية رشاوي للمسئولين المحليين في السنغال لقبول القمح..أو تهددهم بقطع المعونات الغذائية.

هل قلت معونات؟..تلك قصة أخرى..ألمانيا وفرنسا يشتركان في تقديم المعونات الغذائية للشعوب الإفريقية..لبن وخلافه من منتجات صحيّة؟..يا رجل صلي على النبي..ده طفل إفريقي لازم نرسل له حثالة المنتجات..اللبن الصحي ذاك للأطفال الشقر البيض..إنما الأفارقة؟..نرسل لهم الموت مغلفًا بورق فاخر..وكالة التعاون الدولي الألمانية ونظيرتها الفرنسية لديهم شركة اسمها ‘‘بروباركو‘‘..وهذه الشركة تمول صندوق اسمه ‘‘فانيسي‘‘..وهذا الصندوق لديه شركة خيرية اسمها ‘‘الأغذية الأوروبية لإفريقيا‘‘..

الشركة الخيرية تقدم مساعدات غذائية..صح؟..طبعًا أومال..المساعدات للأطفال الأفارقة الفقراء في كينيا والسنغال هي بيتزا..اسمها بيتزا أوتيكر..البيتزا الوحدة ثمنها 3 يورو داخل ألمانيا..تبيعها أوتيكر للصندوق الخيري ب 9 يورو..45 مليون يورو من البيتزا المجمدة ذهبت لأطفال العالم الفقير..وأهي اسمها إحسان وصدقة وتبرع..وهم فعليًا يدمروا صحة الأطفال الأفارقة..وأهو منها يشغلوا شركاتهم..ويحسبوها أمام العالم مساعدة تنموية.

هل ألمانيا تتوقف في الفساد الغذائي عند تلك النقطة؟..لأ..تخيل..ماذا يفعلون بشعب زامبيا؟..البلد يعاني من أزمة مياه حادة..ولديه مساحات شاسعة تحتاج للري ولإطعام السكان المحليين..جاء الألمان أهل الخير والبر والإحسان..عرضوا تمويل زراعة الصويا في مزرعة ضخمة شمال العاصمة لوساكا..الحكومة الزامبية أعطت لهم الأرض بالمجان..هل يحترم الألمان النعمة؟..لأ..قاموا بالتحايل على القانون الزامبي وسجلوا الشركة في دولة موريشيوس للتحايل على الضرائب..وصدّروا كافة إنتاجها للخارج بعد أن استغلوا الدولة..

وليس هذا أسوأ ما في الأمر..حدث ذات مرة أن تعرّضت طفلة محلية للدغة ثعبان، فذهب الأب يترّجي إدارة المزرعة لفتح باب العيادة..الرد؟ رفضوا حتي مجرد السماح له حتي بتجاوز الأسوار، والنتيجة أن الرجل تكبّد ساعة ونصف من السير للوصول لعيادة أخري، ولما بلغها كانت الطفلة قد تُوفيت..تلك هي ثمرة المساعدات الغذائية..سرقة أهل البلد وقتل سكانها وحرمانهم من العلاج.

هذا هو الغذاء الأوروبي..الموت لفقراء العالم الثالث والنجاة للأوروبي..دعني أحكي لك والله قصة إضافية أو قصتين..تلك المرة عن شركة ‘‘كوكاكولا‘‘..هناك كتاب لطيف قرأته قبل عشر سنوات وهو من تأليف فرانسيس مورالييه وجوزيف كولينز تحت عنوان ‘‘صناعة الجوع: خرافة الندرة‘‘ ويحكي - إن لم تخني الذاكرة- في الباب الثامن (جوع العالم بوصفه نشاطًا اقتصاديًا ضخمًا).. عن فاكهة تنمو بصورة طبيعية في حوض الأمازون وهي ‘‘الجوارانا‘‘..كانت فاكهة الفقراء من سكان البرازيل، لغاية ما كوكاكولا قررت تقضي عليها..والموضوع لن يتكلف أكثر من لافتات موزّعة علي طرق ترابية لا تعرف السيارات إليها طريقًا..عليها صورة شاب وسيم، يفصل بينهم وبين شلّة من الفتيات الجميلات، باب سيارته المرسيدس..وفي يده زجاجة فانتا برتقال.

الفقير البرازيلي أسود البشرة من نسل الأفارقة الذين جلبهم الإنجليز في القرن الثامن عشر عبر رحلة مهلكة في المحيط الأطلنطي، علي متن سفنهم المبحرة من ليفربول (ميناء العبيد الأشهر في العالم) والراسية علي شواطئ خليج غينيا لمبادلة الأسلحة والمنسوجات الإنجليزية مع شيوخ القبائل بالعبيد، ومن ثم نقلهم للعالم الجديد ( أميركا الشمالية واللاتينية والوسطي والكاريبي) للعمل في صناعة مخدرات ذلك العصر ( السُكر)..هذا الفقير لن يستطيع شراء سيارة مثل البرازيلي الأبيض وارد الإستعمار البرتغالي والنزوح الإسباني..ولن يصادق يومًا فتاة برونزية البشرة كاللواتي يمرحن على شواطيء الكوبا كابانا..مش هيقدر يعيش زي الأغنياء..بس ممكن يبقي شبههم في حاجة رخيصة..الفانتا..وماتت الجوارانا المفيدة وعاشت الفانتا المهلكة المميتة..وفي المنتصف باعت كوكاكولا الوهم..والفقراء اشتروه.

ذلك بالتحديد ما تفعله الشركات الكبرى..نستله تدمر صحة أطفالنا..وكوكاكولا تدمر الزراعة المحلية بالوهم..وألمانيا تدمر زراعة القمح في السنغال..وفرنسا وألمانيا يدمرون صحة الأطفال بالبيتزا المجمدة..ثم عندما تخر تلك الدول الفقيرة راكعة، وتنمحي صحة أبنائها بالتدمير الأوروبي الممنهج..ماذا يحدث؟..فلتكن إذن القروض المشروطة ..ليس بغرض المساعدة..بل من أجل سرقة إضافية ضخمة..ضخمة جدًا..وسأحكي لك هنا قصة مروّعة بمعنى الكلمة..عن واحدة من أكبر جرائم البنك الدولي..مسرح الجريمة؟..تشاد.

دائمًا ما كان يُنظر إلي تشاد بإعتبارها كمًا مهملًا، ندرة مياه وشح موارد ونزاعات قبلية، وعندما يهتم العالم بها، يكون السبب فقط موقعها الملاصق لليبيا حيث تختمر أحلام العقيد القذافي التوسعية..لكن كل شيء تغيّر في منتصف التسعينات حينما اكتشفت إكسون موبيل مليار برميل من الإحتياطي النفطي في حوض دوبا في جنوب تشاد..بدأ تايكون النفط الأميركي المهمة من الصفر، شيّد مدينة ومدّ خطًا من الأنابيب بطول 660 ميل من جنوب تشاد إلي ميناء كريبي علي خليج غينيا مُخترقًا غابات الكاميرون المطيرة.

لم تكن إكسون موبيل بمفردها..في منتصف التسعينات كانت شركات النفط الغربية تواجه أزمة علاقات عامة في إفريقيا، بعد تواطؤ شل مع الحكم العسكري في نيجيريا علي إعدام الصحافي والناشط البيئي كين أو ساريرو المعارض لجرائم شل البيئية في دلتا النيجر..لم ترغب إكسون موبيل في تصدر المشهد التشادي بمفردها..كانت تبحث عن غطاء دولي يمكّنها من تحييد النقد..ستجد شريك الجريمة..البنك الدولي.

ذهب مسئولو إكسون موبيل إلي البنك الدولي، وطلبوا الدخول في شراكة في حوض دوبا النفطي..أتت موافقة البنك بعد تردد..اتفق الطرفان علي خطة عمل..عائدات النفط التشادي لن تدخل الخزينة التشادية أبدًا، عوضًا عن ذلك سوف يتم إيداعها في حساب ضمان في ‘‘سيتي بنك‘‘..10% من تلك الأموال سوف يستثمرها البنك في ‘‘صندوق الأجيال القادمة‘‘ تحسبًا لنفاذ النفط من تشاد مستقبلًا.

ماذا عن ال 90% الباقية؟..يتم التصرف بها علي النحو التالي..80% تُنفق علي القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية، بواسطة لجنة مشتركة من الحكومة والمجتمع المدني والنقابات والكنائس، 15% لصالح النفقات الحكومية مثل الرواتب، و5% لتنمية حوض دوبا النفطي..عالم وردي جميل..البنك الدولي سيمنع الحكومة التشادية الفاسدة من إضاعة أموال النفط، وسوف ينفق الجانب الأكبر منها علي الصحة والتعليم.

تخيّل..أن يكون هناك نفط في أرضك..ثم تنتظر عوائده لتنمية الصحة والتعليم..لكن الشركة الأميركية والبنك الدولي يستخرجوا النفط ويسرقوا الأموال ويضعونها في صندوق خاص..ويُحرم منه ملايين التشاديين الجائعين..تخيّل..كم كان الثمن؟..تقاسموا الأموال مع الرئيس الفاسد إدريس ديبي..له ولأسرته النصف والباقي للبنك الدولي..ولتحيا القروض باسم التنمية..صحيح نسيت أن أخبرك..البنك الدولي شيّد 4 مزارع من عوائد النفط..لا تكفي لإطعام عشرة آلاف تشادي لوجبة واحدة..ومنّوا عليهم بالغذاء المسروق من قوتهم.

ثم يسألني أحدهم عن لماذا الرجل الأبيض أصل مشاكل الكون..لأنه ببساطة يقتلك في استعمار، ثم يهندس منظومة شيطانية لتكبيلك بالديون بعد الاستقلال..ثم يسرق أرضك، مالك وزرعك..ثم لا يكتفي بل يصدر الموت لأطفالك الصغار..شركاته الكبرى نستله وكوكاكولا وألف غيرها..دوله العظمي المتشدقة بالإنسانية..ألمانيا وفرنسا..مؤسساته النقدية التي تحكم الكون..البنك والصندوق..ثم تستغرب عندما يسمحون بقتل الفلسطيني؟..لا والله..بل هي على طول الطريق..قصة إنساننا وإنسانهم..إنسان العالم الأول الذي يحافظون على صحته..وإنسان العالم الثالث الذي يقتلونه تارة بالسكر في حليب أطفاله..وتارة أخرى بالرصاص يخترق رؤوسهم..

وهل ما زلت تسأل نفسك بعد ذلك هل يتوجّب عليك المقاطعة أم لا؟..نستله التي تستعد لغزو الأسواق بمنتجات الآيس كريم في الصيف وكذلك كوكاكولا..إن لم يكن من أجل إخوانك في فلسطين..فلأجل صحة أطفالك على الأقل..هذه منتجات لا يُرجى منها ولا من صنّاعها خيرًا..هو قتل..إما مباشر بالاموال التي تذهب للصهاينة..أو مؤجل بأمراض تصيب الأطفال منذ الصغر..وباستهلاكك لتك المنتجات..تتخيّر فقط إما ميتة سريعة لإخوانك أو ميتة بطيئة لأطفالك..وأرجو ألا تختار واحدة منهما !

لمن لا يحب القراءة..هذه القصص وأضعافها ألف قصة..حكيناها في تلك الحلقة من بودكاست ألف باب على يوتيوب..وهي أحب حلقة في البودكاست إلى قلبي..يومكم سعيد https://t.co/fktH6FzlXI


ميادة الجبلي

7 Блог сообщений

Комментарии